من يعرف الإمارات جيداً لا يستغرب من مبادراتها الإنسانية التي أرست دعائم الخير قاعدة في تعاملاتها. فتحت أبوابها، لتجتمع شعوب العالم متجانسة، تعيش في أمن وأمان ورخاء وسعادة، وتتناقل سيرتها ألسن وعيون من عاش على أرضها الخيرة، حيث ضمن القانون حقوق الإنسان لكي يعيش مطمئناً آمناً، واضعاً قدميه في الطريق الآمن الصحيح من ناحية العمل والإقامة وبشكل قانوني سليم.

فكم من الحالات الإنسانية في مبادرة «احمِ نفسك بتعديل وضعك» التي أطلقتها دولة الإمارات أخيراً لتعديل أوضاع المخالفين للإقامة على أرض الدولة كانت الشغل الشاغل للمسؤولين، الذين يسيرون الأمور بكل مرونة لاختصار الزمن، وكم كانت من قصص وحكايات إنسانية لمخالفات المقيمين على أرض إمارات الخير «عاصمة الإنسانية» حلت وتبدلت هموم أصحابها من تعاسة وفقدان الأمل إلى سعادة وإقامة هادئة آمنة في ظل قيادة حكيمة رشيدة.. «إنسانية الإنسان» شعارها ونبراسها؛ إنها دولة الإمارات الماضية بثبات على نهج المؤسس زايد الخير «طيب الله ثراه»، الذي كان دائماً يطالب بالرعاية الكريمة للمقيمين والتعامل معهم أسوة بالمواطنين؛ كونهم ضيوفاً وأصحاب خدمات للدولة، مهما صغرت وقلّ شأنها، وذلك لواجب إعلاء قيمة الإنسان وصون كرامته.

وفي ضوء ما يمر به العالم أجمع من ظرف استثنائي بسبب وباء «كورونا» أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «إعفاء أصحاب الإقامات من الغرامات حتى نهاية العام..».

وقال سموه: «قررنا مجموعة من القرارات والتسهيلات... بالإضافة لتوجيه الجهات بإعفاء أصحاب الإقامات من الغرامات حتى نهاية العام»، ومما لا شك فيه أن الجميع من أصحاب الاختصاص النفسي والاجتماعي يتفقون جميعهم على أن الإنسانية هي مجموعة من الأفكار والتصرفات السلوكية المقبولة والحميدة، التي تصدر من الإنسان والتي تدمج ما بين العقل والروح لتبين أهمية وجود الإنسان وقيمته.

هذه المبادرة الفريدة من نوعها ستفتح للزائرين والمقيمين الذين غادروا البلاد جراء هذه الظروف الراهنة أبواب الأمل -والتفاؤل- واللقاء القريب بإذن الله... وستكون بمثابة رسالة الطمأنينة التي ستبقى عالقة في أذهانهم وفي قلوبهم كونها آخر ما رأوه عند مغادرتهم أرض الدولة، وبأنهم سيكونون دائماً محل تقدير وترحيب في دولتهم الثانية دولة الإمارات.

ولقد أطلقت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي ملصقاً توديعياً خاصاً لرعايا الدول الذين غادروا أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة للعودة إلى أوطانهم، والذي يحمل شعار «رافقتكم السلامة.. إلى لقاء قريب».

مما لا شك فيه أنه شعار الأمل الذي يعبر بصدق وحسن النوايا المخلصة من أصحاب الأرض على وجه العموم.. وبشكل خاص جداً من فريق إقامة دبي، إدارة وعاملين، يحمل في مضامينه وطياته الكثير الكثير؛ من المشاعر الصادقة النبيلة الممزوجة بالوفاء والتقدير والاحترام لجميع الزائرين والمقيمين على أرض الإمارات دون استثناء.

حقاً ويقيناً؛ إنها جهود تضامنية خلاقة لإقامة دبي مع مبادئ وقيم دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطواتها الإنسانية الاستباقية في تقديم الدعم والتآزر الاجتماعي والإنساني لرعايا الدول الشقيقة والصديقة.

ومن هذا المنطلق حرصت إقامة دبي على تقديم كافة التسهيلات لزوار الدولة والمقيمين في تخليص إجراءات عودتهم إلى أوطانهم بكل يسر، وخصصت لهم كادراً متميزاً من الموظفين الأكفاء لمتابعة إجراءاتهم، بالإضافة إلى خدمة مركز اتصال «آمر» الذي كان يعمل على مدار الساعة للرد على استفسارات المتعاملين المتعلقة بمعاملاتهم بكل كفاءة واحترافية.

إن قيم التعاضد الإنساني والتسامح في المجتمع الإماراتي.. ليست حديثة العهد، وإنما هي قيم متأصلة في سلوك ومنهاج الشخصية الإماراتية التي رسخها وأرسى جذورها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في شعبه وأبنائه لتصبح واقعاً معايشاً يشعر به كل من يتعايش على أرض إمارات الخير.. رحم الله حكيم العرب «زايد»، وطيب ثراه.. ومليون تحية وتقدير واحترام «لإقامة دبي» على اللفتة الإنسانية الكريمة المشرفة.