الصفات التي تتحلى بها القيادة الإماراتية كفيلة بريادة دولة مثل الإمارات العربية المتحدة نحو العلا ونحو بناء الدولة الحديثة.. على جميع الصعد الإنسانية والسياسية والاقتصادية وغيرها، وقد أكدت أزمة وباء كورونا هذا بشكل قاطع.

وما قدمته الإمارات للدول الأخرى في الأزمة يشهد على الكثير من قيم وأخلاق ومثل ومبادئ قيادتها الرشيدة، فعلى صعيد محيطها الخليجي قامت دولة الإمارات باحتواء أبناء الكويت الذين علقوا في الخارج.. وذلك كي يتسنى لهم عودتهم لبلدهم الكويت.. فكانت نعم الأخوة.. هذا إضافة إلى أنها أخذت على عاتقها إجلاء المئات من العالقين من مختلف الجنسيات الأخرى لديها في بادرة إنسانية قلما نشهدها في هذا الزمان الذي تتخلى فيه دول كبرى عن مواطنيها وليس عن مواطني الدول الأخرى!... ولم تستثنِ الإمارات أحداً من خيرها وإنسانيتها خلال الجائحة العالمية.. فأثبتت في تلك البادرة الإنسانية البالغة أنها رمز للإنسانية بمعناها الحقيقي في هذا الزمن الذي كشف الكثير من الوجوه والأقنعة الزائفة للكثيرين في هذا العالم!... ولم تفرق بين أي إنسان إماراتي أو وافد وتعاملت مع الجميع كأنهم أبناؤها من دون تمييز أو تفرقة.. وأظهرت بالوقت ذاته معدن دولة الإمارات الوفي في هذه الجائحة.. وفي هذا العالم المادي الرخيص الذي لا يقيم وزناً للإنسان ولا يقدر إنسانيته، بينما دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة وثوابتها الإنسانية.. نجحت في مواجهة الأزمة داخلياً، حيث استمر العمل بجدية وعلى أعلى المستويات العالمية في مواجهة الوباء داخلياً، فتم تفعيل نظام العمل آلياً عن بعد من خلال التكنولوجيا المتاحة ضمن إجراءات وقائية لمنع الاختلاط وتأكيد نظرية التباعد الاجتماعي للوقاية من الوباء ولسحق أي فرصة مواتية للفيروس للوصول للإنسان.

وعلى صعيد آخر فلقد كان لصدى المساعدات المادية لنحو 27 دولة لمواجهة جائحة كورونا التي تجتاح العالم وتتهدده والتي تقدمت بها الإمارات الأثر البالغ والإشادة الكبيرة من قبل المجتمع الدولي، وتحديداً منظمة الصحة العالمية التي خصصت حيزاً مهماً في أعمالها للإشارة إلى الدعم المقدم من دولة الإمارات والذي خفف ولا شك من الكثير من نتائج الوباء العالمي.. وهذا الأمر ليس بالغريب مقارنة بالمساعدات التي لم تفتأ تقدمها لجميع أنحاء المعمورة وشملت العديد من الدول في العالم مثل إيطاليا وإيران والصين وأفغانستان وصربيا وكرواتيا وكازاخستان وأوكرانيا والصومال والسودان وغيرها من الدول المتضررة والدول التي يعتقد بأنها لا تمتلك الإمكانات الطبية اللازمة لمواجهة تلك الجائحة.. تلك المساعدات التي تتضمن المستلزمات الطبية والوقائية.

ومن ناحية أخرى فإن الخلق والشعور الإنساني للقيادة الإماراتية تجاوزا كل الحدود في مواجهة كل الظروف الصعبة في أي زمن صعب في السلم والحرب والكوارث والأوبئة والأزمات، وخلافه.. ولم يتم الاكتفاء بذلك وحسب.. بل وصلت تلك المساعي والأعمال الإنسانية إلى حد السعي مع الآخرين.. حيث سعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان ضمن فعاليات مجموعة الـعشرين الاقتصادية العالمية لجمع ما مجموعه (7) تريليونات دولار لمواجهة تبعات جائحة كورونا العالمية من الناحية الاقتصادية ومكافحة السلبيات الاقتصادية والأسواق العالمية.

كل تلك الجهود تنم عن إحساس عالٍ بالمسؤولية الإنسانية تجاه الآخرين من قبل القيادة الإماراتية الرشيدة الرائدة في العطاء والعمل الإنساني على مستوى العالم، الأمر الذي يعطي الانطباع بأن من يتولى أمر البلاد لا بد من أن يكون هو نفسه مصدراً كبيراً للثقة ومصدراً مهماً للأمان والاطمئنان في إدارة البلاد والعباد ويجعلهم في مأمن كبير ويثبت الشعور بالأمان، مثلما هو الحال لدى الشعب الإماراتي الحبيب الذي يستحق أن يكون له مثل هذه القيادة، في هذا الوقت لكي تقود البلاد إلى بر الأمان بالتعاون مع أشقائه.

إن الجهود الضخمة التي تقوم بها دولة الإمارات هي ولا شك جهود لها قيمة كبيرة سوف تساهم على المدى البعيد في التنمية ومواصلة بناء دولة على الطراز الحديث فبوركت تلك الجهود.. ولكي تبقى وتحيا وتنمو الإمارات بقيادتها دائماً وأبداً.. ونسأل الله أن يزيل الغمة من وباء الفيروس في أقرب وقت إنه سميع مجيب الدعاء. والله الموفق.