إن كانت دولة الإمارات تفتخر بأقلام أبنائها وبتفاعل شعبها الواعي معها، فإن هذه الأقلام تعتز بهذه الدولة التي منحتها حرية التعبير في ظل الولاء المطلق لصاحب السمو رئيس الدولة، والوقوف تحت علم الاتحاد، ثم الانتماء الخالص إلى هذه الأرض التي رحبت وترحب بكل من يحمل بذرة خير أو كلمة طيبة أو شعوراً نبيلاً.
كما تفتخر هذه الأقلام بالصحافة الإماراتية، وقد أنجبت عدداً من الصحف والمجلات والدوريات التي أتاحت لأصحابها الفرصة للتعبير، وأصبحت هذه الصحف صورة مشرّفة، ووسائل مؤهلة لتمثيل الدولة في الداخل والخارج.
وإنني اليوم أتشرف بالكتابة عن واحدة من أبرز صحفنا المحلية، التي أنجبتها دبي، وباركتها دولة الإمارات العربية المتحدة، في يوم كان «زايد» و«راشد» رحمهما الله مصدري إلهام حيّ لرسم نهضة شاملة وواعية لأجيال لم تأتِ بعد.
وها نحن اليوم نحصد ثمرة ذلك الغرس المبارك، و«البيان» إحدى تلك الثمار، ولـ«البيان» دور بيّن في نشر الخطط والاستراتيجيات لنهضتنا المباركة التي تتابعت خطواتها فيما بعد قيام الاتحاد، ولـ«البيان» دور في متابعة المنجزات أيضاً، سياسياً وأمنياً واجتماعياً وعسكرياً وثقافياً وتربوياً واقتصادياً ورياضياً.
أجل.. و«البيان» مرت بعدّة مراحل، وإنها تعيش اليوم أخصب أيامها، وأجمل أحلامها، حيث إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يرعاها بعين عنايته، ويوجهها وفق بوصلة جد متطورة من صنع يده الكريمة.
واستطاعت «البيان» بفضل الله ثم بفضل طموحات سموه أن تنميّ قدراتها الإعلامية، لتصل إلى مستوى مرموق من الدقة والشمولية والاستيعاب، وأن تندرج ضمن أهمّ الصحف العالمية، الورقية منها والإلكترونية.
نعم.. وهي اليوم تتميز بالاستقرار وبالمحافظة على مستواها، وانتهاج سياسة معتدلة ومتوازنة، بفضل النخبة الواعية التي تديرها إدارياً وفنياً، وبفضل الأقلام المخلصة التي تشارك في الكتابة ورصد الأخبار، وإعداد التقارير، وإجراء التحقيقات والحوارات، ومتابعة الأحداث أولاً فأولاً.
وتتميز «البيان» أيضاً بالحس المرهف، والذوق الراقي الذي يتمثل في حسن الترتيب والتبويب والإخراج في كثير من زواياها، مما تشجع القراء في كل مكان على أن يدمنوا قراءتها ويتابعوا الأقلام التي تكتب فيها.
ففي «البيان» تقرأ عن المال والاقتصاد ودبي عاصمة المال، وتقرأ عن السياسة والاجتماع ودولة الإمارات اليوم عاصمة السياسة التي تشارك في رسم مستقبل العالم. كما تقرأ عن الأدب المتنوع والفكر المستنير والشعر الرصين، والرياضة والتربية وشؤون المرأة، وشؤون المجتمع عموماً.
ولا ننسى في هذا المقام أن نقول: إن «البيان» تصدر في دبي، ودبي حاكمها شاعر وفارس ورياضي وخبير اقتصادي، ومهتم بالمرأة، فلا غرابة إذا أبدت «البيان» اهتمامها بالأدب والشعر والرياضة والمرأة والاقتصاد، ففي ربوع دبي تقام أكبر المسابقات والسباقات وتنظم أهم المؤتمرات واللقاءات.
وبهذا فإن «البيان» يحق لها أن تأتي في مقدمة الصحف المحلية والعالمية التي تهتم بهذه القضايا الحيوية، وليست الصحيفة نفسها فقط تتميز بالجودة العالية، بل حتى المجلات والملاحق التي تصدر عن مؤسسة «البيان»، فهي مظلة كبرى لروافد ثقافية عدة.
إذن فلنبارك لـ«البيان» عيد ميلادها الأربعين، ونتمنى لها أعواماً مديدة، وأعياداً سعيدة، ودامت دبي مبتهجة دائماً بالبشر والأمل والتفاؤل، في ظل عقلانية حاكمها الحكيم، ودامت دولة الإمارات عموماً رائدة في كل المجالات، يفخر بها العالم في ظل أبناء زايد الكرام حرسهم الله.
وكم نحن نفخر بدور الإمارات المشرّف في الخارج، في هذا الوقت الحرج، حيث يعم وباء «كورونا» في كل مكان، إلا أن الإمارات تظل هي الدولة الأكثر أماناً في الداخل بإذن الله، والدولة الأكثر حضوراً في الخارج.
إنها اليوم تقدم المساعدات الإنسانية لأكثر من مئة دولة، في وقت تخلى كثيرون عن الوقوف مع الدول المتضررة وهي محسوبة عليهم، فالحمد لله على النعمة أولاً، وعلى صفاء قلوب قيادتنا الرشيدة ثانياً، ودامت «البيان» شاهدة عيان على ما أقول.