الإشادة التي صرح بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأبنائه خريجي الجامعة مؤخراً كانت إشادة لها أهمية كبرى في الحياة العملية التي سوف يخوضها شباب الإمارات..
أهمية سوف تسهم في مساندتهم لمواجهة تلك الحياة العملية والتي سوف يعملون فيها على بناء بلدهم ووطنهم والمساهمة في إعلاء شأنه بكل ما أوتوا من طاقة ومن علم تلقوه من خلال تعلمهم في بلدهم.
فمن المعلوم بأن الشباب في أي بقعة من بقاع العالم هم عماد الوطن والمجتمع فهم القوة التي يعتمد عليها في أي مشروع وطني كان من بناء أو تطور أو نهضة في سائر مناحي الحياة. إن أولئك الخريجين الذين يحق لبلدهم أن يفتخر بهم سوف يضيفون الكثير لدولة الإمارات، فهم يتسلحون بأقوى سلاح على وجه الأرض..
وهو سلاح العلم ولا شك لا يمتلكه الكثير من شعوب الأرض. ويمكننا القول هنا، ومن وحي المناسبة بأنهم أبناء زايد، طيب الله ثراه، والذي أرسى قواعد التعليم في البلاد منذ زمن بعيد.. فقد كانت تلك المسيرة تتضمن مجالات عدة.. منها سياسية ودبلوماسية واجتماعية واقتصادية كانت نبراساً نيراً يضيء الإمارات بنوره الوهاج.. والتي كانت تتميز بنظرة طويلة المدى وتتجاوز كل الحدود والتوقعات، ويمهد الطريق للأجيال القادمة للسير على النهج الصحيح.
وإن كل عمل قام به الوالد المؤسس طيب الله ثراه.. كان له مغزى ومعنى كبير في الحياة التي نعيشها اليوم وكأنه كان يقرأ المستقبل، وكانت ردة فعله إزاء أي موقف معين من مواقف الحياة المختلفة هي التصرف الحكم على ذلك الموقف من واقع نظرة سديدة للأمور وتحليل واقعي.
ولا بد من القول إن التجارب السابقة لشباب الإمارات، وأعني الخريجين السابقين، قد حققت أروع النتائج التي ساهمت بشكل كبير في استكمال بناء بلدهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وذلك من واقع ما تسلحوا به من علم وافر.. واليوم يرى الزائر لدولة الإمارات نتاج ما قام به الخريجون السابقون والتغييرات الكبيرة التي حدثت فيها، وتحديداً على سبيل المثال النجاح الساحق في السياحة التي سجلت أعلى المعدلات في العالم لهذه المنطقة من العالم..
وبالتالي فإنه وبتقديرنا بأن الشباب الخريجين الجدد سوف يكونون على قدر المسؤولية وعلى قدر الثقة إن شاء الله لتحقيق المعجزات، وقيادة بلدهم نحو العلا في المرحلة القادمة وذلك بالنظر لأدائهم الطيب أثناء دراستهم العلمية وصولاً لتخرجهم فهو الأمر الذي يثبت فرصة نجاحهم في مستقبل القادم من الأيام.
ومن ناحية أخرى، نقول إن الفترة المقبلة بالنسبة للخرجين الجدد تتميز بتحد من نوع جديد، حيث إنها تأتي في خضم فترة حاسمة من تاريخ الكرة الأرضية ففيها الكثير من الظروف السلبية التي أصابتها نتيجة لجائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والتي أرخت بظلالها سلباً على كل مناحي الحياة تقريباً وتحديداً الاقتصادية بالدرجة الأولى منها..
فالخريجون الجدد يتوجب عليها أن يعوا هذه الظروف جيداً ويبنوا عملهم بناء عليها.. فهذه الفترة ليست هينة.. وعلى أية حال فإن شباب الإمارات كما أسلفنا هم على قدر الحمل وعلى قدر كبير من الوعي الذي يمكنهم مع الإحاطة بالظروف المحلية والعالمية.
وفي الختام، يحق لنا أن نفخر بالشباب الإماراتي وإنجازاته على مختلف الصعد، فشأنه كما هو شأنه مع أقرانه من الشباب الخليجي.. الذي أثبت جدارته في بناء بلده ووطنه.. وكان مثالاً كبيراً على الشباب الذي يستطيع أن يحقق المعجزات إذا ما استغل الظروف المتاحة له من قبل بلده..
وخصوصاً في ظل قيادة رشيدة حققت العديد من الإنجازات العملاقة، وتعتبر الاستثمار في الإنسان هو أفضل مجالات الاستثمار.. وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قولاً وفعلاً وذلك من خلال الدعم الذي قدمه للشباب والتحفيز الكبير نحو العمل الجاد، والذي تجلىّ من خلال كلمته لهم في حفل تخرجهم.. والله الموفق.
* كاتب كويتي