في ظل جائحة كورونا وتحوّل كل المؤسسات إلى التوجه الرقمي، لاحظنا الكثير من شرائح المجتمع يناشدون ويطالبون مؤسساتهم سواء أكانت مؤسسات عملية أو تعليمية بتوضيح إجراءات التحوّل الرقمي والقرارات المتخذة خلال الجائحة.
بعض المؤسسات استطاعت أن تقوم بالتواصل المباشر مع موظفيها والمتعاملين معها بنجاح بطرق عدة من ضمنها الإعلان عن القرارات في مواقع التواصل الاجتماعي والبعض واجه صعوبة في ذلك.
دعوني أحدثكم عن واقع تجربتي الاستثنائية كطالب في جامعة زايد، فقد تمكنت الجامعة في غضون أيام معدودة بأن تحوّل العملية التعليمية التقليدية إلى عملية رقمية ناجحة بأعلى المقاييس، وهذا يؤكد لنا أن البنية الرقمية في مؤسسات الدولة التعليمية وبالأخص في جامعة زايد، مستعدة أتم الاستعداد لمواجهة لأي ظرف طارئ.
ومن الجانب الآخر، كان طلاب المؤسسات التعليمية بشكل عام، مترقبين للقرارات الصادرة في ظل هذه الظروف. وأثناء ذلك برز دور الكثير من الشخصيات القيادية، التي لربما مناصبهم قد تكون أكاديمية أكثر من كونها إدارية مختصة في شؤون الطلاب، ولكنهم يطمحون دائماً إلى الوقوف بجانب الطالب ودعمه مهما كانت الظروف والمشاركة في توفير بيئة آمنه وجاذبة للطلاب.
نتحدث هنا عن الدكتورة خديجة الحميد، وهي من ضمن طاقم تعليم كلية التربية في جامعة زايد. فمن الطبيعي أن يحتاج الطالب للدعم خلال فترة غير اعتيادية على الجميع، وقد استطاعت الدكتورة خديجة تقديم الدعم اللازم للطلاب من خلال منصات وبرامج مجتمعية من ضمنها حملة «لا تشلون هم» التي يرعاها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة. بالإضافة إلى البث المباشر في حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للرد على جميع استفسارات الطلاب بالتواصل مع رؤساء الأقسام وصناع القرار لتوضيح الأمور.
ولا أحد ينكر احتواءها خلال السنوات الماضية لمشاكل الطلبة بإرشادهم بالتعليمات والإجراءات السليمة لأي موقف يتعرضون له على المستوى الجامعي.
ورسالتي لكل مسؤول في الشؤون الطلابية للمؤسسات التعليمية، أن القيادة تظهر في الشخصية والتعامل مع الطلاب وليست شهادة الدكتوراه من تحسم ذلك. فالجميع يستطيع دراسة القيادة من أي خلفية دراسية ليست لها علاقة بالقيادة ولكن تطبيقها شاق على الكثير. فهذه المناصب أجدر للذين يعرفون كيف يتعاملون مع جميع أطياف الطلاب وشرائحهم في أي ظرف كان.