دخل الصراع التركي اليوناني، مرحلة جديدة، بعد إصرار أنقرة على استكمال عمليات المسح الزلزالي، وإجراء المناورات العسكرية في المنطقة بين شمال قبرص واليونان، وفي مساحات تنحصر بين جزيرتي قبرص وكريت اليونانية، وهو ما دفع اليونان لنقل ثلث أسطولها الحربي من منطقة أتيكا، إلى جزر بحر إيجة، فهل باتت أثينا وأنقرة على حافة حرب شاملة؟.

أكبر مشكلة تواجه تركيا الآن، أن النخبة الحاكمة، تؤمن بما تسميه «الوطن الأزرق»، ويحلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسيطرة تركيا، سواء على كل المياه التي تحيط ببلاده في البحر الأسود أو بحر إيجة أو في شرق المتوسط، ولذلك، يتحدث عن «تمزيق الخرائط» الحالية، ويريد وحليفه في الحكم، دولت بهجلي، زعيم الحزب القومي المتشدد، التخلص من ثلاث اتفاقيات لتحقيق الوطن الأزرق، وهي اتفاقية لوزان في يوليو 1923، والتي رسمت حدود الدولة الأتاتوركية، ورغم أن اتفاقية لوزان أضافت مئات الآلاف من الكيلومترات والمدن الهامة،مثل أزمير إلا أن أردوغان يريد التخلص من لوزان، لأنها أعطت غالبية الجزر في بحر إيجه لليونان، وترفض تركيا التوقيع على اتفاقية أممية للبحارعام 1904، التي تمنع التنقيب عن الثروات البحرية قبل تحديد الجرف القاري، كما أن تركيا ترفض التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982، والتي تحدد معايير تقسيم مياه البحار، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، لكن أكبر الأخطار، تتجلى سعى أردوغان للتخلص من اتفاقية منترو 1936، والتي تحدد وضعية المضايق التركية، حيث يسعىلفرض رسوم على سفن روسيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا، أثناء مرورها في مضيقي الدردنيل والبسفور، كما يتوهم أردوغان بقدرته على إلغاء البند الخاص بجزر شرق المتوسط في اتفاقية باريس لعام 1947، والتي تنازلت بموجبها إيطاليا «المهزومة»، عن 22 جزيرة شرق المتوسط لليونان، ويريد أردوغان إعادة هذه الجزر لتركيا.