الإنسان دائماً في حيرة إزاء الماضي، وما حدث فيه، وكيف يتعلم منه؛ والمستقبل الذي لا يعرفه، ولا يعرف كيف يستفيد منه. ما يعرفه حقاً هو الحاضر لأن به التكنولوجيا التي يعرف كيف يتعامل معها، والعمل الذي يأتي منه المال، والأسرة التي تقدم الاستقرار، والوطن الذي يعطيه الحماية.

النتيجة دائماً هي أنه لا يقف محايداً إزاء التاريخ، ولا يجد مشكلة في محاولة إزالته؛ ولا يكون الحياد أمام المستقبل، ليس فقط لأنه دائماً غامض، وإنما لأنه كثيراً ما يكون منذراً. إنها معضلة الزمن الأزلية فيما ذهب، وما سوف يأتي، وكثيراً ما يشكو المصريون من أن أجدادهم الفراعنة كانوا يعبثون بالآثار الفرعونية، حيث ينسب لنفسه الفرعون الحالي مآثر وأمجاد فراعنة قبله.

المدهش أن الأمر ذاته يحدث الآن إزاء تمثال «فردناند ديلسيبس» صاحب فكرة حفر قناة السويس، التي غيرت من الواقع الجغرافي المصري، لأن 120 ألفاً من المصريين أعطوا حياتهم في حفرها بالسخرة.

التمثال هنا هو علامة التاريخ على كلا الحدثين: حفر القناة، والتضحيات التي بذلت في سبيلها، والتي هي علامة عصر أكثر منها مظهراً لواقعة، فقد كانت السخرة شائعة في تلك الأيام من القرن التاسع عشر، ما سبقها، وما لحق بها. الألمان الآن يريدون إزالة عوالم كاملة من التاريخ الألماني من أول حائط برلين إلى الأرشيف الخاص بألمانيا «الشرقية» وحكمها الشيوعي الموالي لحلف وارسو.

لا أحد من الحاضرين يريد أن يكون طرفاً في عصر يخجل منه؛ ولا أحد من شباب ألمانيا الشرقية الذين لم يعيشوا الحرب الباردة، يريد أن يبقى في عار يريد التخلص منه. في الولايات المتحدة، وبريطانيا، هناك حركات سياسية تريد إزالة تماثيل وأسماء شوارع وميادين ومدن المستعمرين، وملاك العبيد، والأطراف المهزومة في الحرب الأهلية الأمريكية.

حركات سياسية توجه كل حركاتها لإزالة الماضي على أساس أنه يمجد مظالم تاريخية بالمعاني الحالية للمظلمة، التي ولدها التقدم الإنساني، فأدانت الاستعمار والعبودية، ووضع النساء والشعوب في مراتب متأخرة. الإشكالية هنا هي أن الإنسان ما كان ممكناً له أن يتقدم إلا بمعرفة الماضي، فماذا يكون الحال إذا كان ما هو مطلوب إزالته يزيل الرمز والموضوع معاً؟

الإشكالية مختلفة إزاء المستقبل، ولكن لها الأثر ذاته في الحيرة الإنسانية، وهي تقوم على الرعب الإنساني مما سوف يأتي ويجعله خارج التاريخ القادم. لو افترضنا أن إنساناً يعيش الآن في سن السبعين، وكان عليه أن يتكيف أولاً مع أنواع من الأقلام بدأت بالرصاص والحبر والجاف والآلة الكاتبة اليدوية والكهربائية؛ ثم كان عليه مواجهة صدمة الكمبيوتر الشخصي قبل وبعد الإنترنت، وقبل وبعد تحوله إلى الهاتف الذكي. هذا الشخص يعيش حالة من اللهاث التكنولوجي الذي يبدو المستقبل فيه مرعباً.

إن جهاز Mercury Elite Pro Dual هو محرك أقراص مكتبي، يوفر سعة تخزين تصل إلى 32 تيرابايت، ويمكنه نقل البيانات بسرعة تصل إلى 1250 ميجابايت في الثانية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد محور USB-C مكون من 3 منافذ، ما يسمح لمحرك الأقراص الخارجي في الكومبيوتر بأن يكون جزءاً من مكتب منزلي أو شركة صغيرة.

يوفر OWC Mercury Elite Pro Dual توافقًا واسعًا، نظرًا لأن محرك الأقراص هذا يستخدم USB-C، يمكنه الاتصال بجهاز Mac أو iPad Pro. إنه متوافق أيضًا مع Windows؛ ولا توجد برامج تشغيل مطلوبة.

إذا لم يكن للقارئ أن يفهم من كل ما سبق شيئاً، فهو ما أطلعتنا عليه جماعة أو طائفة Cult of Mac مؤخراً، وهي تعدد لنا آخر منجزات شركات آبل الأمريكية، التي حققت قيمة تريليون دولار بعد أربعة عقود من إنشائها تقريباً في عام 1979، ولكنها بعد عامين فقط من 2018 حققت تريليوناً أخرى. الغنى هنا مع التكنولوجيا العجيبة، لا يضعان فقط أسئلة صعبة أمام من كانوا في سن السبعين، وإنما من كانوا في العشرين أو الثلاثين من العمر.

الحلم البشري الدائم كان أن يكون الإنسان جزءاً من النخبة المالية والسياسية من خلال التمكن من تكنولوجيا العصر وأدوات إنتاجه. ولكن عندما تكون الأدوات فائقة السرعة إلى هذا الحد، وفائقة القدرة إلى هذا المدى، فإن الخسارة الإنسانية لا تكون فائقة السعة فقط، وإنما فائقة التحمّل، لأن النخبة سوف تكون ضيقة جداً ولا تتحمل ضيوفاً جدداً!