تستعد الدولة للاحتفال بعام الخمسين، هذه المناسبة العزيزة على قلوب أبناء الإمارات، حيث تعيد لهم ذكرى يوم عزيز، أعلن خلاله عن حلم راود كل من كانوا على هذه الأرض، كباراً وصغاراً، حكاماً ومحكومين. والذي بتحققه ننعم اليوم بوطن فيه العزة والكرامة، والأمن والأمان. هذا الوطن الذي أصبح منارة بين الدول لها دورها الحضاري والإنساني بفضل جهود القيادة الحكيمة، وما قدمته من عمل يحق لنا أن نفخر به.
وعندما نتحدث عن هذه المناسبة، ونحن في خضم الاستعداد للاحتفاء بها، لا بد أن نستذكر ذلك اللقاء التاريخي، الذي أسس للاتحاد الذي نحتفل بذكرى تأسيسه، ذلك اليوم الذي من خلاله تم توقيع اتفاقية الوحدة بين الزعيمين التاريخيين المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، للإعلان عن الاتفاق الذي تم بموجبه الاتحاد بين أبوظبي ودبي، والذي تم في سيح السديرة عام 1968، والذي عرف باتفاقية السميح. لهذا أعيد ما سبق أن طرحته عندما كنت بوزارة الثقافة وتنمية المجتمع، بشأن أهمية الاحتفاء بالمنطقة التي تم فيها توقيع الاتفاق، بوصفها شاهداً ثقافياً حضارياً، يروي قصة حدث مهم، انطلقت منه فكرة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدولة التي أصبحت بفضل الله وجهود المخلصين من أبنائها تسجل حضوراً لافتاً بين الدول، ليكون ذلك توطئة للتسجيل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ولقد تم تبني هذه الفكرة، بدعم من سمو الشيخ عبدالله بن زايد، ووضعت دائرة التخطيط في أبوظبي، تصوراً لذلك، شاركت في دراسته ممثلاً لوزارة الثقافة، وتمت مناقشته باستفاضة. لكن لم يتم التنفيذ، وأراها مناسبة جيدة أن يرى ذلك المشروع النور، ويتم تنفيذه وفق التعديلات التي تم طرحها.
وكان التصور يقضي بأن يتم إعمار المنطقة، وتأهيلها بتوفير إسكان بها وتخصيصه للقريبين منها، بالإضافة إلى بناء مركز للزوار، تقدم من خلاله برامج مرئية ومسموعة تحكي قصة الاتحاد، وتنصب خيمتان، ترمزان إلى ذلك اللقاء، وتقام صالات عرض للصور التاريخية أسوة بما هو في متحف الاتحاد بدبي. كما تقام مراكز خدمات من مطاعم ومقاهٍ، ومحلات تجارية، ويتم تنظيم رحلات طلابية، وزيارات للسياح، وزوار الإمارات. على أن يوضع حجر الأساس ضمن فعاليات الاحتفال بالخمسين عاماً من عمر الدولة المجيد.