التخوف الأكبر الذي يحيط بالدولة التونسية في هذا الوقت، هو ممارسة العنف من جانب التنظيم الدولي للإخوان، كما هدد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، في حديث نشرته صحيفة كورياري ديلا سيرا الإيطالية، فهذه الجماعة ساهمت في نشر العنف والتطرف، ليس فقط في تونس، لكن في العالم كله، من خلال دعم التنظيمات التكفيرية، مثل القاعدة وداعش، بالعنصر البشري، طوال العشر سنوات الماضية، فمنذ وصول راشد الغنوشي لتونس في عام 2011، ودخول النهضة دوائر الحكم التونسية، سمحت وسهلت الحركة لخروج الآلاف من التونسيين للالتحاق بالجماعات الإرهابية في العالم، بداية من منطقة ماراوي في مندناو في أقصى جنوبي الفلبين شرق الكرة الأرضية، إلى كل فروع داعش والقاعدة في سوريا والعراق وأفريقيا والقارة الأوروبية، ووفق جميع التقارير التي رصدت العناصر الإرهابية العابرة للحدود، جاءت تونس «في عهد الإخوان»، في المرتبة الأولى عالمياً، التي تدعم داعش بالعناصر الإرهابية، وذلك منذ عام 2014 وحتى 2018، وهي سنوات التمدد الكبير لتنظيم داعش، والأكثر من ذلك، أن العناصر الإرهابية التي أرسلتها النهضة للقتال في الخارج، لم تكن فقط كثيرة في العدد، بل إن الكثير من قيادات الصف الأول لتنظيم داعش، كانوا من الذين سمحت لهم النهضة بالخروج والالتحاق بساحات الإرهاب الدولي، فهل سقوط حركة النهضة، سيؤدي لضعف الجماعات الإرهابية؟ وما تأثير ذلك في الأمن والاستقرار العالمي؟.
الجهاز السري للنهضة
لا شك أن الاستقرار والأمن، سيكون حليف الدولة التونسية، على المدى المتوسط والبعيد، رغم كل تهديدات الغنوشي، فالجهاز السري للنهضة، وصل لمرحلة كبيرة من السيطرة على مفاصل الدولة التونسية في السنوات العشر الماضية، وخلال عام 2019، فتحت النيابة العامة التونسية، قضية في ممارسات الجهاز السري لإخوان تونس، وتورطه في القتل ودعم الإرهاب وتخويف الناشطين، ومن أبرز تلك القضايا، تورط الجهاز السري للنهضة، في قتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، حسب ما أعلنته قيادات الأحزاب التونسية، وبالإضافة إلى الجهاز السري للنهضة، الذي يضم 21 ألف عنصر، أسست النهضة «جهاز مخابرات» بإمكانات هائلة، لكي تتجسس على التونسيين، وهو ما سيتوقف مع سقوط النهضة والغنوشي.