نحتفل في هذه الأيام بذكرى عزيزة علينا، وهي ذكرى احتفالنا بيوم المرأة الإماراتية.. المرأة الإماراتية التي تعد ركيزة أساسية في كل ميادين العمل، والبناء في وطننا الغالي؛ حتى باتت إنجازاتها واقعاً ملموساً، وأصبحت تسهم في مسيرة التنمية؛ إذ حققت إنجازات عظيمة وسط دعم كبير ولا محدود من قيادتنا الرشيدة، مُستلهمة قيادتنا بذلك الطريق الذي خطه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون حتى باتت المرأة الإماراتية تحظى بكل أنواع الدعم؛ فأعلت الدولة من حقوقها في العلم والعمل، وأصبح لها مكانة رائدة في شتى القطاعات والمجالات، وأصبحت تسهم بشكل لافت في عملية التنمية الشاملة والمستدامة.
ولعل من أبرز القطاعات التي تميزت بها المرأة الإماراتية وحجزت لها فيها مكانتها المميزة، هي العمل في القطاع الصحفي والإعلامي على الصعيدين المحلي والعربي، حيث تمكنت المرأة الإماراتية من وضع بصمتها الخاصة في تطوير الإعلام بالدولة، ولتكون قادرة على إنشاء جيل متعلم مثقف واعٍ قادر على بناء وطنه بكل جد، واجتهاد، وعزم، وتصميم.
إن خير مثال على تمكين المرأة الإماراتية في مجال الإعلام - الذي يعد من أكثر المجالات حيوية وتطوراً لا سيما مع ظهور الإعلام الجديد والمنصات الرقمية خلال السنوات الماضية وتوسع آفاق العمل فيها – المؤسسات الإعلامية في الشارقة وبما فيها مدينة الشارقة للإعلام (شمس) التي فتحت الباب على مصراعيه للمرأة الإماراتية؛ فعززت من حضورها وكرست من أهمية العمل الذي تقوم به، لتكتسب العديد من المهارات والقدرات الإعلامية والفنية ولتكن قادرة على تأسيس أعمالها الإعلامية بنفسها، وتتمكن من تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في المساهمة ببناء إعلام مهني طموح قادر على نقل رسالة الوطن إلى العالم.
لقد تمكنت المرأة الإماراتية من المساهمة في خلق روح إبداعية مُميزة، في المجال الإعلامي بالشارقة، وكل هذا بفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رعاهما الله، واللذين قدما الكثير للمرأة الإماراتية في المجال الإعلامي، وغيره من المجالات الأخرى لتسهم في مسيرة البناء والتنمية في الوطن، وفي المقابل أثبتت المرأة الإماراتية أنها قادرة على تحقيق هذه الرؤية، من خلال ما قدمته من عمل دؤوب في المجال الإعلامي.
لا يسعنا إلا أن نستذكر، أول إعلامية إماراتية تمكنت من حجز مكانة لها في فضاء الإعلام فتفوقت وأبدعت، وهي حصة حسن العسيلي التي انطلق صوتها يصدح بحب الوطن من «إذاعة صوت الساحل»، ومقرها إمارة الشارقة، في ستينيات القرن الماضي، فكانت رمزاً للسيدة الإماراتية التي أسهمت في نهضة الدولة، وذلك من بوابة الإعلام، فكانت بحق رمزاً للمرأة الإماراتية الطموحة والمثابرة القادرة على أداء دورها على أكمل وجه، فوضعت لها بصمة خاصة في عالم الإعلام، حتى باتت مستودعاً من الخبرات المتراكمة، ومثالاً يحتذى به في الإخلاص في العمل.
إننا اليوم وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية ومع قرب احتفالاتنا بالذكرى الخمسين للاتحاد، لنتطلع إلى مزيد من الدعم الذي سنقدمه للأم والأخت والمربية الإماراتية، من أجل مستقبل أفضل لبلادنا، التي تشترك بها المرأة مع الرجل يداً بيد في مسيرة البناء والتخطيط والتطوير لخمسين عاماً مقبلة، بما يحقق رؤية الإمارات المئوية في العام 2071، ويحقق ما تطمح إليه المرأة الإماراتية في أن تكون متفوقة في كل المجالات.