من جديد تضع الإمارات قدماً أخرى راسخة في عالم الفضاء بإعلانها عن مهمة جديدة لاستكشاف كوكب الزهرة، لتثبت أن مهمة الأمل لسبر كوكب المريخ لم تكن سوى البداية لطريق خططت له بتأن لتكون ضمن الكبار، واضعة في الاعتبار أن الطريق ليس سهلاً ولكن كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» (لسنا أقل من غيرنا).
تستند استراتيجية الدولة في مجال الفضاء على البدء مما انتهى إليه الآخرون، وفي المقدمة الاستثمار في البشر وتسليحهم بالعلوم الحديثة والتأسيس لقاعدة وطنية وعربية في علوم الفضاء كما فعل الأسلاف.
ومع ذلك فالمهمة الجديدة «اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتي لتحقيق طموح زايد في الفضاء».. كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
المهمة ليست سهلة بالتأكيد بل تعد تحدياً ولكن هذا ما اعتادت عليه الإمارات أن تحول التحديات إلى فرص.. ولهذا السبب فقد تم الاستثمار في مشاريع لتخريج علماء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء بأيدي كوادرنا ومواهبنا المواطنة ومؤسساتنا الأكاديمية والبحثية التي حققت إنجازات نوعية في قطاع الفضاء، قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد.
فالمركبة الفضائية الإماراتية ستنفذ الهبوط الرابع عالمياً على كويكب في مجموعتنا الشمسية.. ولهذا فالطموح كبير والتحدي أكبر تظهره المقارنة بين المسافة التي ستقطعها المركبة الفضائية في رحلتها وتلك التي قطعها مسبار الأمل.. فالمسافة تقدر بنحو 3.6 مليارات كيلومتر تعادل 7 أضعاف الرحلة التي قطعها «مسبار الأمل» للوصول للكوكب الأحمر.
الموعد هو 2028 لتكون المركبة الفضائية الإماراتية جاهزة لمهمتها.. ستقترب من الشمس بنحو 109 ملايين كيلومتر وهي مسافة قريبة للغاية بلغة الفلك.
ماالذي يستهدفه المشروع الإماراتي الجديد ؟
خلال خمس سنوات هي المهمة المقدرة للمركبة سيتم التركيز على استكشاف مجموعة كويكبات داخل المجموعة الشمسية لم تصل إليها أية مهمة فضائية من قبل، ودراسة كوكب الزهرة وجمع بيانات علمية دقيقة لأول مرة عن الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية.
المهمة الإماراتية الثانية للفضاء ترسخ ريادة الدولة كوجهة عالمية جاذبة للعقول والكفاءات والاستثمارات، وستدعم بلا شك تأسيس شركات وطنية في قطاع الفضاء والأهم تأهيل جيل جديد من العلماء مع تراكم للخبرات لايقدر بثمن.
هي مهمة ليست لمجرد تسجيل اسم الدولة بين الكبار بل أيضا لتعظيم مداخيل الاستثمار والبحث عن مجالات نوعية جديدة والتفكير خارج الصندوق بما يتناسب واستراتيجية الخمسين.
ستكون المهمة أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر لتعيد الإمارات مجد الأسلاف العرب والمسلمين، حيث إن ثلث أسماء نجوم السماء عربية.
وستكون الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تصل للزهرة والخامسة التي تصل للكوكب الأحمر.
نجاحات تلو الأخرى تقف من ورائها قيادة رشيدة آمنت ووثقت بأن الاستثمار في الإنسان يبقى أثره لأجيال وعقود.
ورغم أن الطريق مازال في بدايته إلا أن إيمان القيادة الرشيدة في أبنائها لاحدود له، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (فطموحات شبابنا ليس لها سقف.. ولسنا أقل من غيرنا).
نعم لسنا أقل من غيرنا.. تلك هي الرسالة التي تنطلق منها دولة الإمارات في كل مشروعاتها الطموحة وفي طليعتها مشروعها الفضائي.