عندما دعت منظمة اليونيسكو إلى الاحتفال باللغات الأم كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي سارعت للاحتفال بلغتها، اللغة العربية، وذلك من خلال تعزيزها وتمكينها، فتم تأسيس جمعية حماية اللغة العربية، عام 1999 لنشر اللغة العربية بين طلبة المدارس، وبين أفراد المجتمع عبر المؤتمرات والندوات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية. واستضافت الشارقة، المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربية عام 2007. وانعقدت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، وميثاق اللغة العربية عام 2012، والذي يوجه «وزارة التعليم والإعلام» (حينذاك) والجهات البلدية والاقتصادية والإعلامية لمراعاة اللغة العربية وتمكينها، كل فيما يخصه.

كما تم تشكيل المجلس الاستشاري للغة العربية عام 2012 والذي ضم ممثلين عن الجهات المختصة باللغة العربية. وتم تأسيس مجمع للغة العربية في الشارقة والذي أنجز المشروع الذي انتظرته الأمة كثيراً: «المعجم التاريخي للغة العربية». يضاف إلى ذلك الجوائز الثقافية والتعليمية التي أعلنت باللغة العربية: جائزة خليفة التربوية - جائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية - جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع ـ جائزة سلطان العويس الثقافية - جائزة الألكسو ـ الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية. ذلك علاوة على استضافة المؤتمر الدولي للغة العربية.. وغير ذلك من المبادرات.

في ظل هذا، ندرك عناية الإمارات باللغة العربية وندعو أفراد المجتمع إلى دعم هذه المبادرات والتواصل معها.

إنها ليست دعوة لرفض اللغات الأخرى بقدر ما هي دعوة إلى الاعتزاز بأهم عنصر من عناصر الهوية الوطنية.

وها نحن نستقبل مناسبة اليوم العالمي للغة العربية ونأمل أن تكون انطلاقتنا الحقيقية لتطبيق ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن اللغة لا تحتاج إلى مؤتمرات وخطب، بل إنها، كما لفت سموه، بحاجة إلى برامج عملية تحول الاهتمام إلى واقع ملموس، فما يعانيه الأبناء، في هذا الصدد، كبير وحساس.