فقدت الإمارات، أحد رموز اقتصادها المعروفين، المرحوم ماجد بن محمد الفطيم، الذي رحل إلى جوار ربه، بعد عمر قضاه في صناعة اسم تجاري مرموق لعائلة الفطيم، سواء تحت مسمى «حمد ومحمد الفطيم»، أو مجموعته الخاصة «مجموعة شركات ماجد الفطيم». ما أود الحديث حوله الآن، بعد غيابه، دعمه للجانب الاجتماعي.
فبعد تأسيس ندوة الثقافة والعلوم في دبي عام 1987، سعت الندوة إلى دعم العمل الثقافي، وتعزيزه بالتواصل مع الفعاليات الاقتصادية، لطلب دعمها وقيامها بدورها المجتمعي، وكان الحديث عن تطوير المكتبات المدرسية، بتزويدها بالكتب التي تسهم في رفد طلاب مدارس دبي بالمعارف، التي تعينهم على تطوير مداركهم، فقام معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، والذي كان رئيس مجلس إدارة الندوة، حينذاك، بمقابلة المرحوم ماجد، وعرض عليه الأمر، ولم يتردد ماجد على الإطلاق، ووافق على تمويل المشروع، والذي كانت قيمته مليوناً وخمسمئة ألف درهم، وتم تسليم الكتب إلى إدارات المدارس بالمراحل المختلفة، منها كتب ثقافية وعلمية لمختلف الأعمار، كتب الشباب والنشء والأطفال، وكذلك الكتب التي تستفيد منها هيئات التدريس.
وقد رفض الإعلان عن المشروع، تحت مسمى «مشروع ماجد الفطيم لتطوير مكتبات المدارس».
بعد ذلك، زارني في مكتبي بوزارة الثقافة، شخص أجنبي، وأخبرني أن ثمة شخصية إماراتية، تعتزم تأسيس كيان اجتماعي لدعم المؤسسات الأهلية، ودعم الحراك الثقافي والاجتماعي.
وسألني ما البرامج التي يمكن دعمها، واقترحت عليه دعم المجالات الثقافية المختلفة، مثل المسرح والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وحركة النشر، وغير ذلك من الأنشطة، لم يخبرني باسم الشخصية، لكنني علمت في ما بعد، أنه ماجد الفطيم.
وعند بناء مقر ندوة الثقافة والعلوم، كان المرحوم سلطان العويس، قد تبرع بمبلغ 25 مليون درهم، للبناء، لكن الاستشاري، وبعد دراسة المشروع، أفاد بأن التكلفة قد تزيد على 40 مليون درهم، فلما تمت مفاتحة الفطيم بالموضوع، أعلن تبرعه بمبلغ الفرق، وهو 15 مليون درهم.
وفي الجانب الاقتصادي: فكما هو معروف، يمتلك ماجد الفطيم مراكز تجارية كبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي أكثر من بلد عربي وأجنبي، بالإضافة إلى متاجر «كارفور» كذلك، في يوم ما، سألت أحد المقربين من الفطيم، هل تعود عليه هذه الفروع بالفائدة، وهل يضمن استعادة أمواله، فبعض هذه المراكز في بلدان أوضاعها الاقتصادية صعبة، وأنظمتها المالية كذلك، فقال سألناه هذا السؤال، فردّ، حتى لو لم أسترد شيئاً، فيكفي أن هذه المراكز فتحت بيوتاً للعاملين فيها، وأعانتهم على الحياة. رحمك الله يا ماجد، وسيبقى اسمك حاضراً، بحضور مؤسساتك الناجحة.