«دولة الإمارات ليست دولة عالمية، ولكن العالم في دولة».. عبارة قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونراها اليوم تتجسد على أرض معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي يحتضن العالم بأكمله على مساحة واحدة أتاحتها دبي بكل ما فيها من إبداع وتميّز وابتكارات من عالم المستقبل.

ليس جديداً ولا مستغرباً أن نشهد إنجازات دبي التي تخطّت حاجز الزمن لتقفز نحو المستقبل بسرعة تواكب ما يشهده العالم المتقدّم من تغيّرات نوعية، بفضل تبنّي قيادتنا الرشيدة للرؤية المستقبلية التي تستشرف آفاق العصر القادم من أوسع أبواب التكنولوجيا، العصر الذي قوامه الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، والذي يَعِدُ بمنظومات حكومية وإنجازات علمية وازدهار اقتصادي عموده الفقري تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي.

من خلال هذه الرؤية الثاقبة، وعبر خطط عملية مدروسة، تخطو دبي باتجاه مستقبلها الواعد بثقة كبيرة، فهي تمتلك كل مقومات النجاح والتميز، من قيادة ملهمة وحكومة متطورة ومبدعة، إلى بنية تحتية عالمية المستوى، وخدمات رائدة، وبيئة محفزة على النمو والتطور، إلى فرص لا محدودة متاحة للمبدعين والموهوبين، دون أن نغفل ما تتمتع به من أمن وأمان وظروف معيشية مريحة.

أما أهمّ المقومات التي تعتبرها دبي حجر الأساس في بنيانها المستقبلي فهو شبابها الموهوبون الذين يمتلكون فكراً علمياً منفتحاً، وطاقات إبداعية وقدرة على مواكبة متطلبات الثورة التكنولوجية التي تَعِد بتغيير إيجابي كبير على المستوى العالمي..

فالشباب هم أمل الوطن بتحقيق المستقبل الذي نصبو إليه، لذلك وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ثقته فيهم حين قال: «أقول لشبابنا إن المستقبل له أدوات جديدة.. ويتحدث لغة مختلفة.. وسيعمل في بيئة افتراضية.. ونريدهم أن يكونوا في قلب هذا المستقبل».

وقد عبّر سموّه بتلك الكلمات عمّا ينتظر العالم من تغيير وتحدّيات كثيرة، لعلّ أبرزها مواكبة التقدّم التكنولوجي ومعطيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل بالانخراط به عندما أطلقت حكومتها في أكتوبر من العام 2017 استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي (AI)، فأصبحت بذلك حسب بيانات تقرير أصدرته شركة (Tortoise Intelligence) الدولة الوحيدة في العالم التي لديها استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي.

ويأتي اليوم كل من إكسبو 2020 ومعرض جيتكس للتكنولوجيا لتعزيز مكانة دبي كمنصة عالمية لالتقاء شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات من مختلف أنحاء العالم، عبر فعاليات رائدة عالمية المستوى، تعكس مدى الاهتمام بالتكنولوجيا المستقبلية والقدرات التنافسية العالية لإمارة دبي التي تطل على المستقبل من نافذة مشرعة على جميع الآفاق.

وفي ظلّ هذا التغير والتطوّر المتسارع في التقدّم التكنولوجي والعلمي؛ تبرز تحدّيات جديدة أمام دبي؛ المدينة التي ترمي إلى تحقيق أفضل مستويات المعيشة والرفاهية لأهلها والمقيمين على أرضها الطيبة، فهي ليست في منأى عمّا يواجهه العالم من تحديات في مختلف المجالات، كان من أبرزها خلال العام الماضي التحديات الصحية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد 19، والذي تعاملت معه السلطات المعنية في المدينة بأعلى درجات الاحترافية، ناهيك عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت كذلك عن الوباء ومازال العالم بأكمله يكابد في مواجهتها.

أما التحدّي الآخر الذي تواجهه دبي فهو ركون بعض القيادات الوسطى في الحكومة إلى منطقة الراحة الذهنية أو ما يسمى (comfort zone) معتقدين أن ما تمّ إنجازه حتى الآن كافٍ، وأن الناس هم من سيأتون إليهم، متناسين أنّ خدمة الناس وإسعادهم هو غاية أساسية وواجب على الحكومة.

المستقبل الذي يتطلع إليه العالم بعين الترقّب، يبدو جليّاً واضحاً وضوح الشمس في عين دبي التي لم تترك شيئاً للمصادفات والمجهول، وإنما رسمت خارطة طريق للمستقبل وفق خطط وبرامج مدروسة، وبناء على معطيات واضحة، فواكبت مسيرة التقدّم وأصبحت في الصفوف الأولى للمدن التي تسبق الزمن؛ لتصل (اليوم) إلى المستقبل.