إكسبو 2020 ومسك الختام

تبقى شهران على اختتام معرض إكسبو 2020 دبي، هذا الحدث العالمي الذي التزمت دبي باحتضانه وإقامة معرض عالمي يليق بسمعة دبي والإمارات. ورغم التحديات الاقتصادية التي واجهت العالم في العام 2018 ورغم الجائحة التي رمت بظلالها الثقيلة على كل مناحي الحياة في كل أنحاء العالم منذ نهاية 2019، إلا أن دبي أبهرت العالم ونجحت بتنظيم وإدارة أضخم حدث عالمي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط.

دولة الإمارات قالتها منذ البداية بأنها على قدر ذلك التحدي وقادرة على الإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها للعالم. وقد صدق الوعد واستطاع إكسبو دبي، جذب انتباه العالم ليس فقط للقدرات اللوجستية التي تحظى بها الإمارات، ولكن أيضاً للطاقات والإمكانيات والعقول التي وقفت وراء الحدث وأسهمت في نجاحه. لقد أظهر إكسبو 2020 قدرة الإمارات على استضافة الفعاليات العالمية الكبرى وقدرتها على إنجاح تلك الفعاليات مهما اختلفت الظروف وتشعبت التحديات وتضخمت المعوقات. التركيز على تواصل العقول وصنع المستقبل كان حاضراً على الدوام في كل الفعاليات والأنشطته اليومية. فهو الشعار الذي قام عليه المعرض حيث تبارت معظم الدول على عرض ما توصلت إليه من حلول وابتكارات لجعل حياتنا أسهل من توفير الغذاء والماء إلى المناخ والمواصلات وانتهاءً بآخر الحلول التكنولوجية التي تخدم حياة الإنسان على سطح الأرض.

إن إكسبو 2020 دبي سوف يظل قصة نجاح وطنية كتبت سطورها العديد من الأطراف. لقد كان خلف نجاحه قيادة سياسية آمنت بأن المنطقة وشعبها يستحقان أن يكونا مركز الثقل الاقتصادي والثقافي في العالم حتى ولو كان ذلك لفترة من الزمن. ولهذا وفرت له كل الدعم اللوجستي الذي يحتاجه للانطلاق عالياً. كما وقف وراء نجاح إكسبو دبي قدرات وطنية ملهمة قادت فرق العمل وتحدت الظروف القاهرة التي اجتاحت العالم والتي وقفت عقبة في وجه الكثير من الفعاليات والأنشطة المحلية والعالمية. من جهة أخرى، فإن تعاون كافة الهيئات الرسمية والخاصة والشرطية كان داعماً كبيراً ودافعاً لنجاح الحدث العالمي. فقد سخرت تلك الهيئات كل خبراتها وإمكانياتها لإنجاحه. كما أن تعاون الجمهور من مواطنين ومقيمين أسهم إلى حد كبير في إنجاح المعرض. فلا يمكن لحدث عالمي كهذا أن ينجح لولا إصرار الجميع وتعاونهم على إنجاحه.

إن إكسبو 2020 دبي، سوف يظل في ذاكرة أبناء الإمارات وخاصة الأجيال الشابة بأنه أول حدث دولي يشهدونه بهذا الحجم. ولهذا فإنه سوف يكون دافعاً لهم على المضي قدماً نحو المستقبل بأقدام ثابتة ودون تردد كونهم قد مروا بتجربة غنية ومتنوعة. وعلى الرغم أنه من المبكر الآن التحدث عن المنافع التي جنتها الدولة من احتضان فعالية مثل «إكسبو»، إلا أنه دون شك أن تلك المنافع عديدة. لقد استطاعت الدولة تجهيز بنية تحتية تضاف إلى بنيتها الموجودة. كما كانت محركاً اقتصادياً قوياً ضخ في السوق المحلي بالمليارات. من الناحية اللوجستية والإدارية وفر إكسبو 2020 لشباب الإمارات فرصة كبيرة وخبرة وتجارب غنية عبر التعامل اليومي مع ملايين البشر. كما أثبت قدرات الإمارات على احتضان الملايين وتوفير خدمات راقية لهم من مسكن ومواصلات وخدمات أخرى. لقد شارف إكسبو 2020 دبي على الانتهاء وما لم ينتهِ بعد هو إصرار الإمارات على الاستمرار في الصعود إلى القمة وصولاً لأهداف مئوية الإمارات.

 

* جامعة الإمارات