ما نشاهده في مجتمعنا من سعي أفراده والمسابقة في أوجه الخير أمر يثلج الصدر، فمجتمع الإمارات عرف عنه الكرم والخير وتقديم يد العون للقاصي والداني، وهو معروف بطيب المعدن ونبل الخصال وشهامة الأفعال، واسألوا الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها عن الأيادي البيضاء الإماراتية وأفعال الخير التي تقدمها قيادتنا الحكيمة دون كلل أو ملل ودون انتظار المقابل؛ بل سعياً لرضى رب العباد وتيسير حياة المعسرين من بني الإنسان، ومن هذا المنطلق اكتب 3 وقفات مختصرة متعلقة في هذا الجانب.
الوقفة الأولى: التأثير الإيجابي للمبادرات التي تطلقها قيادة دولة الإمارات الحكيمة على المجتمع الإماراتي وكافة المجتمعات القريبة والبعيدة، حتى شاهدنا تسابق الأفراد من كل الأقطار للمشاركة في «مبادرة المليار وجبة» بالبذل والعطاء من خلالها تجاه الإنسانية بتوفير 600 مليون وجبة، ولم تكتفي قيادتنا الرشيدة بذلك بل هي من في طليعة وصدارة المساهمين في الأعمال الانسانية.
حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، بالتبرع من نفقته الخاصة بـ 400 مليون وجبه، حيث حققت المبادرة بذلك أهدافها السامية وهي إطعام الفقراء والمساكين في أكثر من 50 دولة حول العالم، وهذا دافع لنا جميعاً لتقديم الخير بقدر المستطاع والمساهمة في الأعمال الانسانية التي ترتقي بصاحبها.
الوقفة الثانية: ما أجمل أن يستشعر الانسان حاجة أخيه الإنسان والإحساس بمعاناته، والنظر في احتياجاته، والسعي معه لقضائها بقدر الاستطاعة، وهذا دليل على نقاء قلب الإنسان ورقيه وتحليه بالصفات النبيلة والقيم الجميلة، إذ إن في قضاء حوائج الناس ومساعدتهم والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم تحصيل الأجور العظيمة وتيسير الأمور ومحبة الناس وتأليف القلوب وتحقيق التكافل، وجاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ».
الوقفة الثالثة: لا بد بأن يدرك الإنسان أن الأعمال التي يقدمها لغيره في حقيقة الأمر هو يقدمها لنفسه أولاً، أذ إننا جميعاً نحتاج الثواب من الله سبحانه وتعالى قبل أن يحتاج المحتاج لخدماتنا المقدمة له، من يسر على معسر يسر الله أمره، ومن قام بقضاء حاجة لإنسان يسر الله له قضاء حوائجه، بذلك يقدم الانسان لنفسه الخير الكثير في خدمة الآخرين، وعلينا أن نحرص جميعاً لتقديم يد الخير والأعمال الانسانية التي تخلق السمعة الطيبة لصاحبها وتكون نتائجها الفوز بالأجور الكبيرة والحسنات المضاعفة، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقضاء حوائج المحتاجين، ويجزينا جنات النعيم.