هكذا هي الحياة ليل ونهار، فرح وترح، ظلام ونور، مشاعر متبدلة ليست على وتيرة واحدة، فكيف إذا أصبح الشعور واحداً لشعب بأكمله؟ يلبس حلة سوداء وينقب عن المآثر رغم أنها جلية، ويكتب مرثية حبرها دموع الشعب، وطولها بعدد من دعا وتأثر، مفتوحة يكملها الصغير والكبير لتصبح رسالة يتوارثها الأجيال، هكذا هي الحياة مسيرة من الأمجاد والمآثر، وسلسلة من رجال الفخر الذين تركوا حزناً خيم بطول الأزمان والعصور تسطره كتب التاريخ والسياسة والحكم والأدب والقصيد والمعاني المرثية نهجاً، سجل التاريخ حدثاً هز القلوب، ونكس الأعلام، وصمت الجميع وضجت القلوب حزناً، لا سبيل إلا الدعاء والذكر الخالد، خليفة بن زايد رحل، رحل إلى نعيم عمل لأجله في الدنيا لينال بإذن ربه مقاماً رفيعاً في جنات الخلد، هكذا هي الإمارات تودع قائدها المخلص الذي أسعد وأكرم وتواضع ورفع من قدر شعبه، رفع الله قدره وأسكنه فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان وجبر قلوبنا ومصابنا، ففي كل زوايا الوطن ذكراه.
سلاماً لروحك الطاهرة فلتنم قريراً ملتحفاً الثرى، وفي قلوبنا خالدة ذكراك، يا والدي وقائدي ومعلمي يا ملهم القيم، يا من نهج طريق المؤسسين، دموع شعبك لن تجف ولو جفت، فالقلب موجوع يكتب مرثية لن توفيك، رسخت في قلوبنا معاني الوداع «وللي مشاعره ما تهزها أحداث، أصبح اليوم من غفلته صاحي ينوح، والله حرم النوح وطول الحزن ولكن مشاعر منا ما نقدر فيها نحتكم، يا ثقل الخطى إلي تحملك إلى الثرى، ولكن إكرامك هذا والله أكرم الأكرمين، صبراً يا شعب تعلم منك الوفا، ولو نعيش نبتهل في صلاتنا الخمس نظل مقصرين ولو طال بنا العمر، ولكن هذا السبيل اللي يسرك ونحنا على الوعد نوفي، فيا رب طيف يلوح لنا عن مسراتك ضاحكاً مستبشراً في جنات الخلد في الفردوس الأعلى منزلك».