منذ أن تأسس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة قبل خمسة عقود، لم تتوقف قيادتها يوماً عن تحقيق المزيد من التطوير والإنجازات، حتى انتقلت من دولة ناشئة إلى دولة قوية، لها مكانة موقرة، وسمعة ناصعة على المستوى العالمي، وأصبحت قِبلة للزائرين، وواحدة من أوائل الأماكن المفضلة للعمل والحياة.
واليوم، تقف الإمارات على أعتاب مرحلة جديدة من عمرها، تتطلع خلالها بثقة إلى مستقبل مزدهر وواعد، يقودها إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تتلمذ في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولتنا، الذي بناها على القيم السامية النبيلة، وغرس في أبنائها معاني الخير والتسامح والإنسانية، والعمل المخلص المتقن، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من مكانة عالية ومركز متقدم بين دول العالم، بفضل حفاظ وحرص قادتنا الميامين الكرام على هذه القيم.
ليست قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بجديدة علينا، فلطالما عمل بجد وإخلاص من أجل الوطن، وقد لمسنا على أرض الواقع حرص سموه على القرب من أبناء شعبه، ورعايتهم، وأبسط مثال على ذلك ما رأيناه من سموه، خلال الأيام الصعبة التي عانينا فيها من انتشار وباء كورونا، حيث قال مخاطباً الشعب: «لا تشلون هم»، في عبارة تبعث على الاطمئنان، فقد قام حينذاك بتوفير المستلزمات الطبية الضرورية لإجراء الفحوصات وتقديم العلاج، ولم يكتفِ بتوفيرها لشعب الإمارات وحده، وإنما حرص على تقديمها للعديد من الدول الشقيقة والصديقة، لأنه فُطر على عمل الخير والقيم الإنسانية.
إننا أمام فرصة ذهبية ومرحلة تاريخية جديدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اللذان يمتلكان الرؤية المستنيرة، والحكمة والثقة بالنفس، سيكون قوامها التنمية الشاملة في جميع مجالات الحياة، من التعليم إلى الصحة والثقافة والاقتصاد والبيئة، فالإمارات اليوم تتبوأ مركز الصدارة على المستوى العالمي في 152 مؤشراً إدارياً وتنموياً واقتصادياً، حسب مؤشرات التنافسية العالمية، لذلك تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على هذه الصدارة، وزيادة الجهود في سبيل تحقيق المزيد من الإنجازات، التي تعكس مدى التقدم والتطور اللذين تشهدهما دولتنا.
ومن نافلة القول إن حجر الزاوية في النهوض بالدولة، وإعلاء اسم الوطن، هو بناء الإنسان، ولا سيما جيل الشباب، الذي يتوقف عليه بناء المستقبل، فالشباب كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «ثروة الأوطان الأغلى ومورد لا ينضب أبداً»، لذلك فقد أولى سموه القطاعات المرتبطة بالشباب اهتماماً بالغاً، ويأتي في مقدمتها قطاع التعليم، لأن العلم والمعرفة هما السلاح الأمضى لمواجهة التحديات في مسيرة التطوير، التي لا تتوقف.
لقد كسب سموه محبة شعبه واحترام قادة وشعوب الدول الأخرى، فالإمارات العربية المتحدة تتمتع بتأثير كبير على الساحة الدولية، وتمتلك تقديراً واحتراماً كبيرين من قبل دول العالم، فهي تتمتع بعلاقات صداقة متينة معها، وتركت بصمتها في كثير من بقاع الأرض، سواء أكان ذلك بعمل الخير ومساعدة المحتاجين، أم بالمساهمات الفاعلة في المجالات الحيوية ذات الاهتمام العالمي، كالمناخ والبيئة وعلوم الفضاء والتنمية الاقتصادية.
لقد تسلم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قيادة قاطرة التقدم باتجاه المستقبل، متسلحاً بثقة ومحبة شعبه، وثقة إخوانه حكام الإمارات، حفظهم الله، فهو قائد بالفطرة، يؤمن بالعمل الجاد والمخلص، ويحرص على صنع التغيير الإيجابي، الذي يعزز رفاهية الشعب، ويمنحه الرخاء والسعادة.
قاطرة التقدم لا تتوقف، وإنما تسير قدماً باتجاه المستقبل، الذي نصنعه بأيدينا.. بهمة أبناء الإمارات وطاقاتهم وإبداعاتهم، وبحكمة ورؤية قيادتها المستنيرة الملهمة.
وبثقة عالية نتجه خلف فارس المستقبل نحو موقعنا العالمي الجديد، الذي نتطلع إلى تحقيقه، عبر تعاوننا جميعاً ووقوفنا صفاً واحداً، وتكريس طاقات المبدعين والموهوبين من أبنائنا، لتعزيز بنيان الوطن، وصناعة المستقبل، الذي يليق بأبناء هذا الوطن.