بداية، أبارك لدولتنا الحبيبة العهد الجديد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليقود الإمارات إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار والبناء على الإنجازات التي حققتها الدولة في عهدي المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وخليفته المغفور له الشيخ خليفة، عليهما من الله الرحمة والغفران.
لقد حققت الدولة منذ قيامها إنجازات هائلة في جميع المجالات، ولقد كانت لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد جهود بارزة في صناعة تلك المنجزات. وبالتزامن مع برامج التنمية الطموحة الجاري تنفيذها في مختلف المجالات، يمثل ملف التعليم أحد الملفات المهمة خلال المرحلة المقبلة، فقد أولته الحكومة مشكورة الأولوية في مستهل المرحلة الجديدة، مؤمنة بأهمية التعليم في بناء الأوطان. ووضعت للمسؤولين الذين شرفوا بهذه المسؤولية منهاج عمل تهدف منه تقديم التعليم بأسلوب يخدم توجهات الدولة، ويسهم في ترجمة تطلعاتها لتحقيق الريادة والتميز.فهنا لا بد من الاهتمام بالركيزة الأساسية فيه، وهو المعلم الذي يعد الجسر بين أهداف التعليم والشرائح المستهدفة، من خلال إعداد المعلم المواطن القادر على ترجمة ذلك، والمسلح بمستلزمات النهوض بالعملية التعليمية والتربوية، بالإضافة إلى الاعتناء بحسن اختيار الإدارة المدرسية القادرة على إدارة المدارس، وتأهيلها للقيام بمهامها. يضاف إلى ذلك أهمية النظر بعناية إلى الكادر التعليمي ومنح العاملين في إطاره الامتيازات المشجعة لدخول هذا المجال، حتى لا يتم التسرب الدائم من هذه المهنة العظيمة، وتشجيع الطلاب لدخول كليات التربية بالجامعات لإعدادهم الإعداد المطلوب، وصقل قدراتهم وتنمية مواهبهم، وإعطاء المعلم المكانة والاحترام بما تستحقه هذه المهمة.
ومن الملفات الجديرة بالاهتمام ملف تعديل رواتب قدامى المتقاعدين، التي لا تتناسب مع ما قدموه خلال فترة عملهم، ولا تواكب متطلبات الحياة الكريمة، ومن الضروري مساواتهم مع قرنائهم من الموظفين الذين تقاعدوا بعدهم، فلا يعقل أن يتقاضى المتقاعد الحديث أضعافاً مضاعفة عن ما يتقاضاه من عيّنه قبل ثلاثين عاماً، في ظل الارتفاع الهائل في مستلزمات الحياة اليومية.
ومن هذه الملفات المهمة ملف التوطين، الذي نتطلع إلى أن تتسارع نسبته، بحيث تستهدف نسبة أعلى من المطروح، ليتم استيعاب أكبر عدد ممكن من الخريجين، وأن يتم الاحتفاظ بالمواهب والقدرات المواطنة في جميع التخصصات، وطمأنتهم بالبقاء في الوظيفة لخدمة وطنهم، وإخضاعهم لدورات وبرامج تطور خبراتهم.
وفق الله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى ما يصبو إليه لخدمة وطنه وأمته. وكلنا ثقة بأن الإمارات بقيادة سموه ستمضي قدماً في تحقيق الصدارة عالمياً في مختلف المجالات.
* رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي