إن تعمقت في التاريخ المعاصر للعالم العربي، ستكون فخوراً بإرث ممتد إلى العصور الذهبية لنجاحات العرب؛ وستشعر بالأسى على سنوات شكك الكثيرون من العرب بأغلى ما يملكون، بالإنسان العربي وقدرته، وكان ذلك في صالح من يكيد ضد العرب بالتأكيد، وأثقلوا سقفه بالمستحيلات والمبررات حتى خفض سقف طموحات أجيال، وولد البعض وولد معهم ذلك السقف المحبط الذي يحد من أحلامهم وآمالهم.

إلى أن أتى قائد، تماماً كالأفق، يمتد أثره ويتسع، آخذاً على عاتقه مهمة رفع هذا السقف لمستقبل الملايين في هذه المنطقة بعون من الله وتقديره، قائد اختار أن يحلم بما هو أفضل، ويطمح لما هو أعلى، ولم يرضَ لشعبه وأهله بالأدنى، أنا شخصياً مدين له بتغيير حياتي، وكل منصفٍ، وقارئ، ومطلع سيوافقني الرأي.

لكم أن تتخيلوا الواقع من دون أن يرفع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله. سقف طموحاتنا، وأحلامنا، وإمكانياتنا.

إن لم يرفع سقف التوقعات، لاعتقد كثير من العرب أنهم محرومون من الوصول إلى الفضاء، ولاستخدموا جملة «الناس وصلت القمر» شماتة، لتعبر عن تقدم الغرب مقارنة بتراجعهم، وكأنهم محرومون من منافسة الناس على الوصول إلى القمر والمريخ والزهرة.. والأطفال سيظنون أن رائد الفضاء نوع من الكائنات يعيش بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط، ويظهر في الأفلام والرسوم المتحركة فقط، ولكان النجاح مقترناً بأن يحتل بعض العرب المراكز الخمسين الأولى، أو المئة في بعض الأحيان، وكانت هناك سنوات كان يصنف النجاح بأن يتأهل العرب لبعض القوائم، لا أن يفكروا أو يحلموا بالتصدر وبتحقيق المراكز الأولى فيها.

لو لم يرفع سقف التوقعات، لظللنا نشعر بأننا خرجنا جغرافياً من منافسة المدن ببنيتها، وخدماتها، ولما حلمنا يوماً بمدن تنافس نيويورك، ولندن، وسنغافورة، ولطالما وصفنا هذه المدن بالعالمية، والمتقدمة، ولما اعتدنا على أن تشرق الشمس وحولنا ناطحات سحاب، وجزر مبنية، ومترو، ومرافق وخدمات حتى لا يحلم بها قاطنو أكبر دول العالم وأغناها.

إن لم يرفع سقف التوقعات، لما حلم شاب أن يكون وزيراً يوماً ما، أو على رأس هرم مؤسسةٍ ما، فكان العرف في كثير من دول المنطقة أن يشيب الشعر، وأن يبلغ الخمسين والستين حتى يستطيع أن يحلم بهذه المناصب.

هذا كله من فضل ربي، الحمد لله، اليوم أصبحت هذه السيناريوهات هي الخيال، وإن الواقع اليوم هو ما كان المحال في الماضي، لذا وجب علينا التقدير والامتنان.

تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في المنطقة درس وعبرة لنا جميعاً، قائد واحد، استطاع أن يغيّر مجرى حياة الملايين ممن اعتقدوا أنهم ولدوا بأسقف ثقيلة منخفضة، قائد واحد أرانا أن المستحيل ممكن، وأن الطموح حق مشروع للإنسان أينما كان، وعلمنا أن أقوى أعداء الإنسان، هو نفسه، ومخاوفه، وشكوكه.

 

* مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب