كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، قدّم للعالم من خلالها المستقبل الذي ستكون عليه دولة الإمارات داخلياً وخارجياً، وحملت رسائل واضحة للجميع.. تتسم بالتوازن، ولا تقبل أو تحتمل التأويل، حيث أكدت أن دولة الإمارات ستظل في منهجها منفتحة على العالم تضع مصالحها في المقام الأول، ولكن في إطار من الشراكة والتعاون والصداقة مع الجميع.

وقد حرص سموه على إرساء دعائم الوضع الداخلي باعتباره الأساس في مواصلة طريق البناء والازدهار، فأكد على استمرار سياسة الحكمة التي انتهجها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، باني الوطن العظيم، والمؤسسون، رحمهم الله جميعاً، وأثنى سموه على الدعم والمساندة من إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات «حفظهم الله»، الذين حملوه مسؤولية عظيمة، دعا الله أن يعينه على حملها، بحيث يكون التفاف الشعب حول قيادته مصدر القوة والعزة للدولة.

ومن ثم كانت الرسالة الأولى والأهم التي ينتظرها أبناء الإمارات، الذين وصفهم بالشعب العظيم، عندما قال سموه: «شعب دولة الإمارات وتمكينه.. كان ولا يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها.. وسيظل منهج (راحة المواطن وسعادته ورعايته) الأساس في كل خططنا نحو المستقبل بإذن الله تعالى»؛ فالمواطن القوي هو أساس ومحور بناء أي دولة قوية.

لقد وضع سموه، «حفظه الله»، النقاط فوق الحروف، بشأن الشكل والثوابت التي ستكون عليها العلاقة بين دولة الإمارات وجميع دول العالم في المستقبل، والتي من شأنها أن تضمن لنا كمواطنين وأجيال قادمة، المستقبل الآمن والمزدهر..

ولعل أهم هذه الثوابت، أن «سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه.. نمدّ يد الصداقة إلى كل دول العالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدم والازدهار لنا ولهم».

ولأن اقتصاد دولة الإمارات أصبح بفضل سياستنا السليمة ضمن أكثر الاقتصادات قوةً ونمواً.. فقد أكد سموه، «حفظه الله»، على ضرورة العمل على تعظيم دور الموارد المتعددة التي أنعم الله علينا بها، وخاصة مواردنا البشرية، حيث تمتلك دولة الإمارات ثروة متميزة من القوى العاملة الفتية والشابة..

بمشاركة أكثر من 200 جنسية، تساهم بفاعلية ونشاط في نمو اقتصادنا وتطوره، وهو ما يتطلب تنويع اقتصادنا وخططنا للتنمية.. بوضع استراتيجيات تسرع جهود التنمية، وتعظم دور القطاع الخاص بما يعزز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات، وكذلك تنمية قدراتنا في مجال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها.. بما ينعكس من فوائد على قطاعات الاقتصاد والمجتمع.

نحمد الله أننا شعب محظوظ بقادته الحريصين على ترسيخ مكانة الدولة وقيادتها إلى تحقيق الإنجازات النوعية والاستثنائية، وإذ عاهدتنا سيدي رئيس الدولة «الله يحفظك» بمضاعفة الجهود لحفظ مكانة الدولة ومكتسباتها بما يضمن المستقبل الأفضل لوطننا وشعبنا..

فإننا نعاهدك سيدي نحن أبناء الوطن، بأن نظل أوفياء للوطن الغالي وقيادة سموك الرشيدة، وسنبذل الغالي والنفيس، من أجل أن تبقى الإمارات دوماً دولة شامخة، داعمة للسلام والاستقرار.. وعوناً للشقيق والصديق.. تفتح ذراعيها وتمدّ يدها للجميع من أجل خير شعبها والبشرية، وستبقى قلوبنا تنبض حباً للوطن وعشقه يجري في عروقنا، وسيظل الوطن شامخاً في ظل قيادة سموك الحكيمة، فالوطن وقادته بكل فخر في سويداء قلوبنا.. حفظ الله بلادنا بالعز والأمان والخير.