لماذا نؤجل المكافأة؟

لماذا نحدد وقتاً لفرحنا وسعادتنا بإنجازنا؟ لماذا نخصص أياماً محددة للاحتفال بنجاحاتنا؟ 

فرحتنا في هذه الحياة ليست محددة بزمن ما، ولا هي موعد تحضر خلاله ثم تذهب، عندما تستطيع أن تفرح وتبتهج فلا تؤجل ولا تضع أي حواجز؛ عندما تنجز مشروعاً أو تنجح في مهمة عمل أو تتجاوز مرحلة دراسية أو عندما تحقق تميزاً في أي مجال كان، أفرح بالإنجاز وعبر عنه بالسعادة والاحتفال مع من تحب، إنها المكافأة التي تمنحها لنفسك، وأما إذا قررت أن تظل في قوقعة معينة ولا ترغب بالخروج منها فإنك توجه لعقلك رسالة مفادها أنك لا تستحق أي شيء مميز، وهذا خطأ فادح يرتكبه كثيرون في حق أنفسهم. 

أحياناً ننسى فضيلة التشجيع وتقديم الحوافز ومع مرور الأيام وتزايد الأعمال وروتين الحياة تصبح هذه الأمور طبيعية، ولا تحتاج لوقفة تقدير، وهنا يبدأ الحماس في الانزواء والاندفاع في التباطؤ والحماس في التراجع. بيننا من يعتقد أن الإكثار من الحوافز وكلمات التشجيع ستصبح مع مرور الأيام مستهلكة، وأعتقد أن هذا تسطيح، فعندما يتفوق أبناؤك في المدرسة وتقوم بمنحهم هدية تحفيزية سوف تنمي معهم حب الدراسة؛ عندما تكافئ نفسك بعد أعوام طويلة من العمل على مشاريع ما ومساعدة الزملاء والكفاح من أجل أسرتك فأنت تستحق مكافأة حتى ولو كانت بسيطة؟

لنذكر مثلاً في مجال العمل؛ يستطيع المدير كسب قلوب موظفيه ورفع الروح المعنوية وزيادة الابتكار والإنتاجية عن طريق منح المكافآت التشجيعية، والمطالبة بالترقيات المالية ووضع برامج تدريب تخصصية هدفها الارتقاء بمهارة الموظفين، وفتح باب الحوار والتواصل معهم؛ والتشجيع على طرح الأفكار، إن بيئة العمل التي تزدهر فيها ثقافة المكافأة والتعاون والحرص على مصلحة الموظف وتعمل على رفعته وتميزه، هي بيئة عمل صحية وحتماً ستزدهر فيها الإنتاجية وستكون وكأنها خلية نحل من العمل بمهارة ودقة. ولعلي ألخص هذا جميعه بكلمة واحدة، وهي قرب المدير من موظفيه وتواصله معهم ومكافأتهم بشكل دائم.

وكما جاء على لسان المؤلف والمحاضر في مجال تحفيز الجماهير زيج زيجلر: يقول الناس عادة إن التحفيز لا يدوم للأبد، حسناً، ولا يستمر الاستحمام كذلك للأبد، لهذا السبب ننصح به يومياً. لهذا نحتاج إلى التحفيز والتشجيع بصورة مستمرة ودائمة.