احتفالات أم الدنيا وكل الدنيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

«مصر حلوة يا ابني.. هي أم الدنيا.. الإمارات غالية يا أستاذة.. هي كل الدنيا»، جملة تكررت في سياق تواصلي الدائم مع أول إعلامية إماراتية، هي القديرة حصة العسيلي، التي تخرجت من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1975، حيث عايشت العديد من الأسماء الإماراتية الرائدة بدايات مرحلة تأسيس العلاقات بين البلدين.

العديد من الشخصيات الإماراتية تحدثوا عن المعنى نفسه، ودار بيننا عبارات في المضمون الدافئ ذاته، وحينما يأتي المصريون، يرددون أيضاً وجهة النظر نفسها، فسياق الاحتفالات بـ50 عاماً من العلاقات المتميزة بين البلدين، ووشائج الأخوة المحتفى بها، هي تفاصيل يلمسها كل من ساقه ترتيب القدر من أبناء البلدين، أن يكون متواجداً هنا أو هناك، على مر العقود الـ 5 الماضية.

«مصر أم الدنيا»، مهد الحضارة الإنسانية، التي نشأت على ضفاف النيل فجر التاريخ، وقبل نحو 7 آلاف عام، وأهدت البشرية نتاجاً مثل أحد الدعائم المبكرة جداً لازدهارها فيما بعد، وهي بالنسبة للعرب كما قال المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، «القلب»، الذي تضمن سلامته ونشاطه استمرار حيوية الجسد.

الإمارات هي كل الدنيا، الوطن الذي يتسع للجميع، يقطنه ويعيش فيه بأمن وأمان وانسجام وتعايش أبناء أكثر من مئتي جنسية من مختلف ثقافات العالم، أفضل مكان للعمل والعيش والحياة، وساحة لتحقيق الطموحات، وتحويل الأمنيات لواقع.

هي غالية وعزيزة على قلوب ملايين البشر الذين نشدوا الاستقرار فيها، فاستقبلتهم بود وترحاب، هم وأسرهم، لتشكل بالنسبة لهم أكثر مما قد يحمله مصطلح «وطن ثان»، وهو ما يليق بـ«الغالية» التي ارتبط ذكرها الطيب بالريادة والمركز الأول، وبالارتباط الوثيق الذي بات يربطهم بها.

أكثر من نصف عدد السنوات المحتفى بها عشتها هنا، بالإمارات، وأقل من نصفها الآخر مبتدئاً بميلاد عشته هناك في مصر، وفي الحالتين لم أصادف من أبناء البلدين سوى مشاعر الأخوة الصادقة التي يكنها كل منهما للآخر، ولم أرصد طوال عملي الإعلامي الذي شرفت بأن يكون جله في مؤسسات إماراتية عريقة، سوى كل التقدير والود والمساندة المتبادلة، فالاحتفالات الممتدة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري، هي بالفعل ترجمة لواقع العلاقات التي رسخها التفاعل الحيوي الدائم بين أبناء البلدين.

والآن تشهد العاصمة المصرية القاهرة، توافد أبناء الإمارات للاحتفاء المشترك بهذه العلاقة الاستثنائية، ويستقبل أبناء مصر أشقاءهم الإماراتيين بقلوب تتسع لهم، وعقول منفتحة لتعميق التعاون، ليستأنف الجميع خطوات الـ 50 عاماً الماضية، متطلعين إلى آفاق أرحب في مسيرة ممتدة من العلاقات والروابط الأخوية البناءة والمثمرة.

Email