في أيامنا نتداول أحاديث كثيرة، لا تكاد تغيب عنها كلمة «الإدارة» وهي بحسب الدراسات والبحوث مصطلح فضفاض لا يعرف حدوده إلا كل من اختبر «الإدارة» وعرف فنونها، وأيقن أنها أساساً «لعبة فكرية» وليست مجرد عملية عابرة أو إحساس بالمسؤولية ففي الإدارة كلما فكرت بطريقة أفضل، كانت النتائج أكبر، والأحلام أقرب إلى الواقع.
ومفهوم الإدارة ليس محدوداً بتعريف معين، فلكل واحد منا تفسيره الخاص، كون «الإدارة» تمثل أساساً عملية جوهرية لتسيير أمور الإنسان وترتيب احتياجاته وشؤونه بغض النظر عن حجمها، ولذا ففي أحيان كثيرة لا يتطابق مفهوم «الإدارة» مع ما تنص عليه الكتب، فهو يختلف بناءً على متطلباتنا الخاصة، لأن الإدارة النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصوغ الأهداف وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة لتحقيق النمو المطلوب، وهذا لا ينطبق فقط على الشركات والمؤسسات الكبيرة وإنما ينسحب أيضاً على الأسرة والمجموعات الصغيرة التي تتألف من أشخاص يجمعهم اهتمام مشترك، إذ تبقى الغاية من الإدارة متمثلة بتحقيق الأهداف المنشودة.
بعضنا يفشل في اختبار الإدارة، والسبب أحياناً يكمن في عدم المعرفة وضبابية الرؤية والتسرع في اتخاذ القرارات، والافتقار إلى البيئة الصحيحة القادرة على التحفيز، وعدم القدرة على التخطيط السليم بوصفه وظيفة أساسية في علم الإدارة، كونه يعمل على تحديد نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص التي يمكن استثمارها جيداً بطريقة تعزز قوة الإدارة، والأهم من ذلك عدم الإيمان بالتعاون والاستماع للآخر، فأحياناً تكمن الحلول في تفاصيل الجمل والاقتراحات التي يقدمها الآخرون وإن كانوا أصغر سناً أو أقل مرتبة في المؤسسة.
النجاح في الإدارة المؤسسية وحتى الأسرية يتطلب توسيع المدارك وحدود المعرفة وقوة التحمل، والمرونة في التعامل وعدم التشنج في اتخاذ القرارات، والابتعاد قدر الإمكان عن السلبية التي قد تسهم في نخر أسس النجاح في أي مكان.
مسار:
الإدارة لعبة فكرية، النجاح فيها يتطلب توسيع المدارك والمعرفة