«الإنسان كائن اجتماعي»، تلك القاعدة نطق بها الفيلسوف أرسطو قديماً وأكدها ابن خلدون وتوارثناها عبر الأجيال، وهي قاعدة حقيقية لا يمكن التشكيك فيها، لأن الإنسان بطبعه ابن بيئته ومجتمعه، وهو متميز بالعقل، ولديه احتياجات عديدة في الحياة معروفة وضرورية. تلك القاعدة شكلت أساساً لفهم العلاقات الاجتماعية عموماً. ونحن - البشر - لا يمكننا العيش في عزلة، فوجودنا مرتبط بالآخر.

بكل تأكيد فإن أي علاقة اجتماعية بين فردين يجب أن يسودها الاحترام المتبادل، وأن يكون عنوانها التقدير والمشاركة في الوقت نفسه، وهو ما يقودها لأن تكون ناضجة، وقادرة على مواجهة التغييرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي قد نمر بها. وكلما زاد نضوج العلاقة زادت قوتها وأصبح مستوى التفاهم والثقة بها أعلى، ما ينعكس إيجاباً على البيئة التي نعيش فيها، سواء كانت داخل المكاتب أو البيوت أو حتى على مستوى محيطنا الاجتماعي.

وعلى العكس تكون العلاقات غير الناضجة مفتقدةً التوازن وتكثر فيها العقبات والتساؤلات، وهو ما يجعل طرفي العلاقة يعيشان في أجواء ضبابية، ويطرحان أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات واضحة حتى يشعر كل طرف بالأمان والراحة تجاه الآخر، فضلاً عن أن هذه العلاقات تكون فاقدة لبريقها، كون كل طرف يسعى لاكتشاف نفسه.

في أروقة مكاتبنا قد توجد بعض العلاقات غير الناضجة، ومردها أن كل واحد منا ينتمي إلى بيئة مختلفة، ويحمل أفكاراً ومعتقدات ورؤى مغايرة تماماً عن الطرف الآخر، وهو ما يمكن أن يؤثر في الإنتاج العام، والأمر كذلك قد ينسحب في بعض الأحيان على بعض البيوت، حيث ترتفع أسسها على علاقات غير ناضجة بين الزوجين، ما يجعل البيت عرضة للانهيار في أي وقت، ولحمايته يجب أن يعمل الطرفان على تقوية هذه العلاقة وتغذيتها بالمحبة والود والتفاهم.

مسار:

العلاقات غير الناضجة تكون فاقدةً بريقها