سأله صديقه: لماذا استدنت من البنك؟
فأجابه: لأمتلك رقم المركبة xxx وهذه السيارة الفارهة.
قد يشد انتباهنا رقم مميز تسير به مركبة ما في الشارع، أو العديد من السيارات الفارهة قد يخطف مرورها أنظارنا، ربما يكون غرض بعض الأشخاص في امتلاك الرقم المميز أو السيارة الفارهة إحداث ردة الفعل في إثارة انتباه العديد منا بل هناك من يبالغون في تقدير تلك الاهتمامات ليصل إلى درجة المنافسة بينهم، هي حرية شخصية ولكن حينما تتباين القدرة المالية في الشراء فيكون لدى أحدهم راتب بسيط وعلى الرغم من ذلك فإنه يقدم على الاستدانة من البنك لشراء ذلك الرقم المميز أو السيارة الفارهة ولا يتبقى من راتبه سوى جزء يسير فإنه يحمّل نفسه ضغطاً مادياً قد يستمر معه فترة طويلة يمنعه من الإنفاق على أولويات أهم.
العين تعشق كل جميل كما يقال، ولكن إذا فطن العقل بأن هذا الجمال شكلي وأدرك أن المضمون مؤذٍ فما ردة فعله؟
قد يمنع العقل تلك الرغبة في امتلاك ما تعشقه العين من دون تفكير وخاصة إذا كان الأمر يعرّض صاحبه إلى أزمات، وذلك كون العقل قادراً على تقدير الأمور باستخدام المنطق والتمييز فمن العقل ألا ينجرف صاحبه نحو المظاهر.
لا شك في أن الأمر مختلف لمن لديه القدرة المالية على الشراء فلا يؤدي به الأمر إلى أخطار مستقبلية، ولذلك قد يكون الادخار أفضل وسيلة للكثير ممن يلجؤون إلى الاقتراض لشراء ما ينفقونه على المظاهر.
مهم أن يكون المظهر لائقاً ولكن مبالغة الاهتمام فيه هوس.
هل يقدّر الإنسان بمظهره؟ هناك من يحكم على الأشخاص حسب مظهرهم وهذا ما يجعل البعض يصرف ماله على المظاهر وحتى لو كلفه ذلك صرف معظم راتبه، نظرة الإجلال تلك قد تتحول إلى تعاطف أو استنكار بمجرد علم الطرف الآخر بأن صاحب السيارة الفارهة لديه أزمة مالية بسبب تلك المركبة.
لا نستطيع أن نتحكم في تقدير الناس لنا بسبب اختلاف الرؤية ونمط التفكير من شخص لآخر وهذا ما يجعلنا ندرك أننا يجب ألا نعطي قيمة لأحكام الآخرين علينا أو تقديرهم لنا فمن المتوقع أن ينظر إلينا البعض أننا جيدون وأن يرانا غيرهم سيئين، ليس هناك أي عائد نافع على الفرد من الأحكام التي يطلقها الناس عليه فما الجدوى من الخسائر التي يتكبدها ليجمل نفسه في عينهم؟
أن نقدر أنفسنا ذلك هو الأهم، وأن نركز اهتمامنا في تحقيق إنجاز يرتقي بمختلف المستويات الحياتية بنا مثل المهنية أو الأسرية أو الأخلاقية فذلك العائد المجدي الذي يمتلكه الفرد على المدى الطويل ويفخر به.