بحكمته المتفردة، ومكانته الدولية الرفيعة، يقود محمد بن زايد الإمارات، في سياستها الخارجية، نحو مستويات استثنائية من جسور التعاون مع دول العالم، وبناء الشراكات الاستراتيجية مع الدول الأكثر تأثيراً ونفوذاً، واستقبال سموه أمس لرئيس كوريا الجنوبية، يون سيوك يول، في زيارته المهمة للدولة، يجسد مستوى متقدماً من الشراكة الخاصة، التي وصلت إليها العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي تمتد لأكثر من أربعين عاماً.
اللقاء، وما خرج عنه من تأكيد على المضي قدماً في التعاون الثنائي، وما تم تبادله من اتفاقات في مجالات حيوية، يؤكد على مدى حرص قيادتي البلدين، على الوصول بالشراكة الاستراتيجية إلى مستويات غير مسبوقة، تفتح من خلالها أبواباً وفرصاً أوسع للتعاون في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والعلمية والثقافية، إضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.
ثمار هذه الشراكة القوية، باتت واضحة للعيان، وهو ما أكده محمد بن زايد، في إشارة سموه إلى أحد أهم المشروعات التنموية، وهو مشروع إنتاج الطاقة النووية السلمية في محطات براكة، إذ قال سموه: «من خلال العمل المشترك، نجحنا في تطوير أحد أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية تقدماً في العالم، وباستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال».
هذه الشراكة ماضية إلى آفاق أوسع من التعاون، بعزم وحرص القيادتين، وتستند إلى اهتمامات مشتركة كثيرة، أبرزها تطلعات البلدين لتحقق نقلات نوعية لمصلحة التنمية والازدهار، إضافة إلى رؤيتهما في التصدي للتحديات العالمية، وخصوصاً ما يتعلق بتحدي التغير المناخي، وخطط الجانبين الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني.
في هذا اللقاء التاريخي، يلفت الحراك الدولي المستمر لمحمد بن زايد، إلى أن الإمارات ماضية في ترسيخ علاقات وشراكات راسخة مع دول العالم، تقدم نموذجاً فريداً للتعاون بين الدول في خدمة المصالح الوطنية، ودعم السلام والاستقرار، والتنمية والازدهار عالمياً.