إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا.

قد نسمع بيت الشعر هذا من أب يلقيه على ابنه بعد أن تراجع عزمه عن دراسة تخصص يتوافق مع ميوله، أو نسمعه من مدير في العمل يوجهه إلى موظف تقاعس في تنفيذ خطة العمل التي وضعها بعد دراسة، أو من صديق يلوم صديقه لعدوله عن البدء في مشروع رغم توفر الإمكانيات والدراسة.

هل التردد يدل على أن الشخص متمهل في اتخاذ قراره؟

إذا كان التردد يقصد به عدم الثبات على رأي، وبينما التمهل هو التأني، فإنه وبلا شك يوجد فرق شاسع بين الشخص المتردد والشخص المتمهل.

فالشخص المتردد لا يستطيع أن يتخذ قراراً نحو موضوع ما، وليست لديه القدرة على البدء في تنفيذ أمر حتى لو قام بدراسته أو التجهيز الجيد له، وربما يكون السبب هو الخوف من الفشل أو قلة الثقة في القدرات أو استعظام حجم الموضوع.

في التأني السلامة، وهذا ما يسعى إليه الشخص المتأني أثناء اتخاذ القرار، حيث إن تمهله في اتخاذ القرار حول موضوع معين يمنحه فرصة الإلمام بعدة جوانب، ويعطيه الوقت للتجهيز بشكل مناسب.

الإعداد لتنفيذ موضوع أو حل مشكلة يحتاج إلى مقومات تسهم في تحقيق ما يتطلع إليه بنجاح، فلابد من تحديد الوجهة التي يسعى الشخص إلى الوصول إليها وذلك ما يجعل الهدف واضحاً ومحدداً، ويتطلب منه أيضاً البحث سعياً للحصول على معلومات وحقائق حول الموضوع حتى يتمكن من تكوين خلفية صحيحة مما يسهم في قدرته على اختيار الحل الأمثل في حال وجود مشكلة أو انتقاء ما هو أنسب للموضوع الذي يرغب في تنفيذه وذلك بعد المقارنة والاختبار.

التنفيذ بعد الدراسة والتجهيز هو فارق يحدد إذا ما كان الشخص متردداً أو متمهلاً، فالمتردد ليست لديه الجرأة على المضي في الطريق ليصل إلى نهايته، وأما المتمهل فهو قادر على السير نحو هدفه بعد أن أعد له بصورة مثلى.

قد يتأثر البعض أثناء صنع قراراتهم بآراء أشخاص سواء كانت خاطئة أو صائبة وذلك يعود إلى نمط المصدر الذي أخذت مشورته، ولذلك يتطلب من الشخص أن يراعي صفات وخبرات من يستعين بهم، إضافة لأهمية صنع القرار بعيداً عن تأثير الآخرين.

الوصول هو شعور جميل يسعى إليه كل من سار في طريق محدد، وربما يتعرض الشخص أثناء ذلك إلى تحديات تكسبه الخبرة في أمور عدة وتقوي لديه القدرة والمهارة في جوانب مختلفة، وقد يمر الشخص أيضاً على مشاهد جميلة تبقى في ذاكرته لوقت طويل.

التردد لا يصل بالشخص إلى طريق له نهاية مقارنة بالتمهل الذي يمكنه من بلوغ وجهته بصورة سليمة.