منذ سنوات وصدى كلمتي «الابتكار والإبداع» يتردد في فضاء الإمارات التي خصصت لهما مساحة واسعة في استراتيجياتها ومبادراتها وخططها الحالية والمستقبلية، ما جعلنا نعيش جميعاً على وقع رنين هذه الكلمات وما تحمله من إلهام وقدرة على رفع التحفيز ومستوى المنافسة بين أبناء مجتمعنا الذي بات يتخذ من الابتكار والإبداع أسلوب حياة ومحوراً وطنياً ترتكز عليه الدولة، تجسيداً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن الابتكار اليوم ليس خياراً بل ضرورة، وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل، والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع.

بلا شك فإن ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يمثل منهاجاً واضحاً وخريطة طريق تقودنا إلى التفكير في تأثير الابتكار في حياتنا وبيئتنا العملية، كونه يمثل وسيلة تمكننا من إيجاد الحلول للتحديات كافة التي تواجهنا مؤسسات أو أفراداً، وسلوكاً يقود إلى توليد الأفكار النوعية الجديدة التي من شأنها تطوير البيئة المجتمعية والعملية، ولذا فالسعي إلى ترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع يعزز القدرة على المنافسة، والإنتاجية والكفاءة والجاذبية والتعاون والمشاركة في بيئة العمل.

ورغم ما توفره الدولة من استراتيجيات فعالة ومشجعة على الابتكار، يبرز السؤال، كيف يمكننا مواصلة توفير بيئات عمل ملهمة ومحفزة على الابتكار؟ والإجابة تكمن في إفساح المجال أمام العقول المبدعة لطرح أفكارها والتفاعل معها بإيجابية وتطويرها بطرائق مختلفة تؤدي إلى تحقيق الفائدة للمجتمع والفرد على حد سواء، ولتحقيق ذلك لا بد من شحذ الهمم والطاقات ومحاولة استثارة الشغف في النفوس وإشعال أجواء المنافسة والحماس في بيئات العمل، إيماناً بأن قدرة بيئة العمل على الابتكار ضرورة حتمية لنجاح أي مؤسسة تطمح لتحقيق قفزات نوعية في مسيرتها.

مسار:

ترسيخ ثقافة الابتكار يعزز القدرة على المنافسة.