«الإجهاد» و«التوتر» و«فقدان التوازن»، كلمات تبدو عادية في ظاهرها العام، لكل واحدة منها معانيها واستخداماتها المتنوعة، ولكنها ستكون بخلاف معناها الطبيعي، إن اجتمعت معاً، حيث تتحول إلى مؤشرات تظهر نوعية الحياة التي نعيشها، وتكشف عن حجم الضغوطات التي نتعرض لها، ما ينعكس سلباً على تفكيرنا ويومياتنا وتعاملاتنا، وحتى طبيعة حركتنا الفيزيائية.
المدقق في طبيعة الكلمات الثلاث، سيجد أنها تمثل استجابة جسدية وعقلية وعاطفية تلقائية لحدث صعب، وغالباً ما يكون جزءاً من طبيعة حياتنا، وبرغم ذلك، يمكن أن تشكل هذه الكلمات مفاتيح تمكننا من إحداث التغيير الإيجابي في حياتنا، وتساعدنا على النمو والعمل ورفع مستوى الإنتاجية، وذلك لا يتم إلا إذا استطعنا فهم وإجادة «إدارة الضغوطات» بطريقة احترافية، بحيث نتمكن من تحويل مسارات حياتنا من السلبية إلى الإيجابية.
ما نعيشه من تغيير لافت في إيقاع الحياة وسرعتها، يُبقي صدى هذه الكلمات موجوداً في حياتنا اليومية، ويمكن تجاوزها في حال أجدنا فنون «إدارة الضغوطات»، وما تحمله من مهارات تمكننا من تخفيف أو تجاوز الضغوط النفسية التي نتعرض لها، نتيجة المواقف والمشكلات الشخصية والمهنية والحياتية عامة.
النجاح في «إدارة الضغوطات»، لا يتطلب الكثير من الخطط، بقدر ما يتطلب معرفة طرق التعامل مع الضغوط، والعمل على تخفيفها، لمنع اتساع رقعة الشعور بالإجهاد والتعب والتوتر، ولنتمكن من ذلك، يجب تحديد المهام والأولويات، وذلك يعد أول خطوة في طريق إدارة الضغوطات، فمعرفة الأولويات تسهم في تنظيم الوقت، والتركيز على مقدار الإنجاز وسرعته، ومنع التشتت، وذلك يساعدنا على الاسترخاء، فيما تتمثل الخطوة الثانية في «إدارة الضغوطات» في مشاركة المخاوف، من خلال التحدث مع الآخرين، ويساعدنا ذلك في العثور على حلول واضحة للأوضاع التي نمر بها، ما يخفف من مشاعر العزلة، ويخلصنا من التوتر والقلق الناتج عن المخاوف.
مسار:
تعلُّم فن «إدارة الضغوطات»، يعزز من قدراتنا على مواجهة التحديات.