اعتدنا، ولعل التعود في قاموسه المبدع يعد بداية النهاية، على رؤية ذاك القالب التقليدي من القمم والمؤتمرات، والتي تتلخص أكبر حصائدها في المسميات والبيانات والتوصيات الختامية المعلنة، وإن جئت للمطبق منها، تجده قليلاً، وما قُدر له أن يرى النور على أرض الواقع، قد لا يتاح له أن يكمل مساره نحو الاكتمال. والواقع أن الحاضر يطلب فكراً حاضراً، وخطوات سابقة، وبصمات فارقة، والمشهد بقيادة دبي، لأنها لا تنتظر الغد، بل تسهم في صنعه اليوم.

ويخرج بك الفكر والتصور مع دبي، إلى الدخول للمستقبل بكامل عوالمه وأركانه، أبعاد من الإدارة إلى التكنولوجيا والحلول والاستراتيجيات. القمة العالمية للحكومات، وهي تكمل عامها العاشر، تأتي تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، منصة استباقية تجمع 20 رئيس دولة ورئيس حكومة، وأكثر من 250 وزيراً، ومسؤولين ورؤساء منظمات دولية، ورؤساء شركات عالمية، ورجال أعمال بارزين من القطاع الخاص، وخبراء عالميين، ومستشرفي المستقبل من 150 دولة. رسخت القمة العالمية للحكومات نفسها منصة للأفكار الخلاقة، وتحويلها إلى واقع، والأمثلة على ذلك كثر، كمتحف المستقبل، الذي انبثقت فكرته في القمة عام 2014. 

التجمع العالمي الأبرز من حيث الكم والثقل، والحدث الأهم على مدى 10 أعوام، يركز على وضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية، تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، إضافة إلى إتاحة الفرصة لصناع القرار في العالم، لترسيخ التعاون والتكامل، وتصميم مستقبل أفضل لخير الشعوب، وتبادل النظرة المستقبلية حول العمل الحكومي، الذي تتفوق فيه الفرص على التحديات.

وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية. وتمكين الحكومات في تحقيق المرونة الاقتصادية والازدهار والشفافية، عن طريق الحد من آثار الأزمات من صنع الإنسان. وأهمية تكيف الحكومات مع الظروف، والتغيرات السريعة في القوى العاملة والقطاعات التعليمية لدعم الفكر الجديد، وتمكين الحكومات من وضع النماذج الحكومية، والسياسات والتكنولوجيا المبتكرة، من خلال الارتقاء بالخدمات الحكومية والابتكار.