«الفضول» كلمة تعودنا على سماعها واستخدامها كثيراً في حياتنا، ونرددها تعبيراً عن رغبتنا المفرطة في معرفة أمر ما، واكتشاف ما يحرك تفكيرنا وشغفنا، وهو ما يجعل الفضول بمثابة المحفز أو المحرك الأساسي في عملية التفكير، والدافع الذي يحرك معظم أفعالنا، وهو الطريق الذي يمكننا من الحصول على إجابات للاستفسارات التي تدور في أذهاننا، ولذا فهو أمر إيجابي يمكنه قيادتنا إلى ما نبحث عنه من معرفة، ويساعدنا على ملء الفراغات التي تظهر لدينا عند تفكيرنا في الأشياء.

«الفضول» يضع المخ في حالة نشاط ويحسن من الذاكرة، هذه ليست جملة عابرة وإنما نتيجة أفضت إليها دراسة قام بها ماتياس غروبر، من جامعة كارديف بالمملكة المتحدة أخيراً، ليؤكد من خلالها بأن الفضول ليس مرتبطاً بالمواضيع التي تثير اهتمامنا فقط، وإنما بكل شيء نتعرض له، ما يجعله أحد عوامل تدفق الإبداع، وهنا يصبح الفضول بمثابة نقطة انطلاق لنا عند مواجهتنا لأسئلة غامضة تشعرنا بوجود فجوة معرفية لدينا، لنبدأ العمل على سدها عبر البحث والاستكشاف.

أهمية الفضول تكمن في قدرته على تحفيزنا على معرفة الأشياء المخبأة عن العين، وبالتالي إنتاج إبداع جديد وأفكار مبتكرة، ولعل النصيحة هنا تكمن في ضرورة ترك مساحة كافية لأنفسنا لنتعلم فيها الفضول والبحث، وبالتالي يكون تجنب الأشياء المرتبة مهماً لتأثيرها سلبياً على عقولنا، بحيث تجعلها مغلقة وغير قادرة على صقل قدرتنا على الإبداع، وهو ما يجعل الفضول بمثابة اللمعة التي يمكن ملاحظتها على الوجوه، وتحفزنا على استكشاف إمكانياتنا وقدراتنا ومواهبنا في كافة المجالات.

أغلب البشر، يقل لديهم الفضول تدريجياً بسبب الروتين وصعوبة الحياة وما يمرون به من مواقف، تجعلهم يفضلون القيام بمهام محددة وسهلة، وبما يعرفونه مسبقاً، للبقاء في «دائرة الراحة»، لاعتقادهم بأن الفضول الإيجابي متعب للعقل، ويجعله في تفكير دائم وبحث مستمر، وهو على عكس ذلك.

مسار:

الفضول يحفزنا على إنتاج الإبداع والأفكار المبتكرة.