جمال العطاء أن يكون الشكل متميزاً ومنفرداً لا يشبه غيره، كثير من البشر لا يريد مغادرة ملعب كرة القدم الذي يضم لاعبين محترفين ،لأن نجاحه مرتبط بهم وربما لا يعرف سوى تمرير الكرة، لذلك سنشاهد نفس المباراة ونفس الوجوه ولا شيء جديد، سرداب مظلم لا يزوره إلا من شعر باليأس، كمثل بعض الأشخاص الذين تميزوا بصناعة النجاح المقلد على أعتاب إنجازات المتميزين، يريدون التفرد بالتقليد ولكن لم يصلوا إلى قناعاتهم، يبحثون عن نجاحهم في نجاح غيرهم، يذكرني بقصة تلك الذبابة التي ظلت على قرن الثور وهو يحرث الأرض، فلما انتهى قالوا من حرث الأرض قالت الذبابة: أنا والثور. 

البحث عن الثقافات والاطلاع على النجاحات ليس حكراً وليس مرفوضاً، ولكن ما هو الجديد الذي سيضاف على البشرية وعلى المجتمع، أما إنك تعتقد بأن نجاح الشخص مربوط بأن تقلد قصة التقليد الأعمى وبلا هوية فهذا واقع مزيف يهدر وقت الإنسان الذي بدأ السباق وهو مغمض عينيه، فعدم اتباعك لمنهجية العطاء المنفرد وبناء الهوية الشخصية أو الهوية الثقافية أو حتى التجارية ستكون عواقبه مشينة وقالب فارغ بلا محتوى أو تشبع لدى الذي أصبح متعلقاً بك حتى يفقد ثقته بك. إن وجه التقليد هو أحد الدوافع المكتسبة من الآخرين لإيجاد الفرص، والذي سيكون سلوكاً سلبياً يعتبر محاكاة لمبادئ الغير. 

في كثير من الأحيان يمر الإنسان بـ 3 مراحل مختلفة على شكل أطوار منها: التقليد، والاختيار، والابتكار. ونرى أن عدداً من النشطاء بدأوا بانتحال شخصيات الآخرين وتقمصها بتطبيق أفكار بلا محتوى، فقط لكي لا ينقطعوا عن الآخرين غير مهتمين بالنتائج الملموسة، وهذا يعتبر دفناً للموهبة وانتحار الأفكار المتميزة التي يمكن أن تخرج عندما تغير مسارك عن الآخرين، كن أنت ولا تكن غيرك فهناك من رحلوا ولكن تركوا بصماتهم في الحياة حاول الكثير تقليدهم ولكن بقيت أسماء المعدن الحقيقي، التوازن في التقديم والتميز مطلوب ومحاكاة الآخرين يولد الإبداع ولكن لا تقلد غيرك فتموت أنت، توجد مقولة تقول: الوجود لا يُغني عن الأثر، والأثر يدل على قيمة الوجود.