وجهة نظر

القيادة عملية إنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

القيادة ظاهرة اجتماعية شأنها شأن غيرها من ظواهر المجتمع المختلفة، تنشأ تلقائياً عن طبيعة الاجتماع البشري، وتؤدي وظائف ضرورية تتناول ألواناً من النشاط الاجتماعي والاقتصادي والديني والأخلاقي؛ فالقيادة هي عملية إنسانية تحفز الأفراد لتحقيق أهداف المؤسسات، والقائد الناجح هو الذي يستطيع كسب تعاون وتفاهم أفراد مجموعته، وإقناعهم بأن تحقيق أهداف المؤسسات هو نجاح لهم، ويحقق أهدافهم الشخصية، وبالتالي تصبح وظيفة القائد الأساسية هي تحقيق التجانس والتوافق بين حاجات ورغبات مجموعته ورغبات المؤسسة التي ينتمون إليها جميعاً.

وفي عالمنا اليوم الذي يتميز بالديناميكية، فإننا بحاجة للقيادة لتحدي الحالة الراهنة، ولإيجاد رؤية مستقبلية، وإلهام أعضاء المؤسسة كي يرغبوا بتحقيق الرؤية.. والقائد يجب أن يكون على علم ودراية بشبكة العلاقات التي تربطه بالعاملين، وتربط العاملين بعضهم ببعض.

إن نجاح المؤسسة يتوقف إلى حد كبير على كفاءة القيادة وفعاليتها، وبالتالي فالقيادة الكفوءة يكون لها دور كبير في تحقيق المؤسسة لأهدافها. إن القيادة من أهم عناصر نجاح المؤسسة، إذ من شأنها أن توجّه كافة الموارد نحو تحقيق الأهداف، فإذا ما هيئت كافة الموارد المادية في ظل عجز قيادي غير قادر على توجيه الموارد البشرية وتنظيمها وتنسيقها، فإنه لن يكتب النجاح لهذه المؤسسة في تحقيق أهدافها، ويتناسب مستوى تحقيق الأهداف مع مستوى قوة القيادة في الاستفادة من طاقات العاملين من خلال إثارة دافعيتهم.

القيادة ظاهرة نلمسها في مختلف الميادين.. في الحياة وفي المدارس وفي الأندية وفي المصانع وفي الحكومة؛ ففي كل العلاقات الإنسانية هناك قادة وهناك أتباع، ويتوقف الإنتاج والنجاح والتقدم على نوع وكفاية القادة، إذ تتم ممارسة القيادة في المدارس على مستويات متعددة، ويحتاج مديرو المدارس إلى إدراك أن مهارات القيادة التي لديهم يجب نقلها إلى المدرسين الآخرين؛ فالمدرسون قادة في فصولهم؛ نظراً لأن التدريس يتعلق بالتأثير والتوجيه وإعداد الأهداف واستخدام المصادر المناسبة لتحقيق هذه الأهداف.

Email