لا يكاد يمر علينا يوم من دون أن نلتقي ولو مصادفة بمصطلح «التنمية البشرية»، الذي أصبح رفيقنا في ميادين الإدارة والحياة. و«التنمية البشرية» يقصد بها عموماً «الاستمرار بتنمية وتطوير القدرات والإمكانات لضمان ديمومة النشاط والعطاء ورفع مستوى الإنتاجية».
ويمثل الارتقاء بالفكر الإنساني وتطوير العناصر الإيجابية في عقلية الفرد وشخصيته أهدافاً أصيلة لتحقيق «التنمية البشرية»، التي تمكن الفرد من فهم ذاته، ورفع ثقته بنفسه، واكتشاف قدراته، وتعزز فيه الدوافع نحو العمل والإنتاج الفعال، وتفتح أمامه آفاقاً واسعة، للتعامل مع المشكلات والأزمات، من خلال تمكينه من فهم البيئة المحيطة به، والتكيف معها، واستكشاف ما يمتلكه من إمكانات، تساعده على المساهمة في تطوير المجتمع، وليس فقط محيطه العملي أو الأسري.
والتعامل مع «التنمية البشرية» يحتاج إلى تحقيق مجموعة شروط، بعضها إدارية تتعلق بالمهارات والتخطيط الجيد، وأخرى تقنية تختص بالقدرة على استخدام منجزات العصر وتقنياته المتعددة، وثالثة مجتمعية من حيث تعزيز ثقافة العمل، وضرورة تعلم المرونة، وفنون التواصل الإيجابي مع الناس، حيث يسهم ذلك جميعه في إعداد إنسان قادر على القيادة، وتحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات.
ومن شأن فهم منظومة «التنمية البشرية» أن ينعكس إيجاباً على البيئة العملية والتعليمية والمجتمعية، كما يسهم في الارتقاء بجودة الفكر وحياة المجتمع، لما تلعبه هذه المنظومة من دور مهم في تطوير قدرات التفكير العميق لدى الفرد، ما يمكنه من الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المحيطة به في كل المجالات، وبالتالي دفع عجلة الإنتاج والاقتصاد نحو الأمام.
الإمارات- وعلى مدار سنوات طوال- استطاعت أن تتصدر مؤشرات «التنمية البشرية» العالمية، وذلك لرؤيتها بأن «التنمية البشرية» مسيرة دائمة لا تعرف التوقف أبداً، وتمضي نحوها برؤية طموحة تستشرف المستقبل، وترسخ ثقافة التميز.
مسار:
الإنسان أهم ثروات الكون، ويجب علينا الاستثمار فيه، وتطويره باستمرار.