«النجاح في الإدارة يتطلب التعلم بالسرعة التي يتغير بها العالم»، جملة نطق بها وران بينيس، أستاذ علم الإدارة، ومؤلف كتاب «ما زلت مندهشاً: مذكرات عن حياة مفعمة بالقيادة»، ذلك القول يبدو بسيطاً في نظر البعض، لكنه في الواقع يلخص مبادئ الإدارة، وفي الوقت نفسه يثير سؤالاً جدلياً إن كانت الإدارة علماً أم فناً أم حرفة؟

وفي الواقع أن الإدارة تجمع بين العلم والفن والحرفة، كونها تقوم أساساً على مجموعة قواعد ومبادئ علمية، تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد من قبل المؤسسات لتحقيق الهدف بأقل وقت وجهد وكلفة، وهذا يكاد أن يكون التعريف المتفق عليه بين خبراء الإدارة، فيما يذهب بعضهم إلى وصفها بـ«مزيج من النظريات والمفاهيم والأسس العلمية والخبرات والمهارات والمبادئ والقيم والأخلاق الشخصية»، ما يؤكد أنها علم وفن وحرفة أيضاً.

وعند التقليب بين صفحات الكتب نجد أن للإدارة مجموعة واسعة من التعاريف، وبغض النظر عنها، تظل الإدارة الجيدة بمثابة مفتاح النجاح السحري لأي مؤسسة، وهي الأقدر على تحقيق أهدافها، بفضل ما تمتلكه من رؤى واستراتيجيات، وقدرة على بناء العلاقات الجيدة المبنية على الثقة والاحترام والالتزام ليس فقط تجاه الجمهور، وإنما مع الكادر الوظيفي أيضاً كونه يمثل الأداة الأهم في الوصول إلى الأهداف.

وبرغم إيمان بعض الإدارات بذلك إلا أنها تفشل في تحقيق أهدافها، وذلك مرتبط بأخطاء المديرين، وعلى رأسها عدم التزام المدير بوعوده، وسرعة الغضب التي تقوده إلى اتخاذ القرارات الخاطئة، بسبب عدم منح نفسه الوقت الكافي للاستماع والتفكير في كيفية التعامل مع المواقف، ومحاولته الدائمة لنسب الإنجازات لنفسه، مقابل تحميله الموظفين فشل عدم الوصول إلى الهدف، وتفضيله لموظف على آخر، وتدخله في التفاصيل الصغيرة، الذي يكشف مدى هوسه بالسيطرة المطلقة على كل شيء.

مسار:

خلق فريق إداري قوي ومستقر من أهم مفاتيح النجاح