تداركنا نقاطنا العمياء؟

تبذل شركات السيارات جهودها لتطوير وسائل الأمان لضمان سلامة السائقين وتقليل نسبة النقاط العمياء ووضع آليات لتفادي وقوع الحوادث الناجمة منها. تُعرّف النقطة العمياء في المركبة بالمساحة التي تقع على جوانب السيارة لا يستطيع السائق أن يرى بعض المساحات المحيطة بالمركبة عند جلوسه خلف المقود.

عدم وضع هذه النقاط في الحسبان أثناء القيادة، قد يتسبب في ارتكاب حوادث للسائق نفسه أو المحيطين به. النقاط أو المناطق العمياء لا تتواجد في المركبات فقط وإنما هي في رؤوسنا أيضاً وفي طريقة تفكيرنا وتفاعلنا مع الأحداث.

تمتلئ عقولنا بمناطق عمياء تشكل الكثير من معتقداتنا وتمنعنا في بعض الأحيان من الحكم على الأشياء بموضوعية ومن دون تحيز. كثيراً ما نبتعد عن الحكم على الأشياء بشكل عقلاني أو نقوم بالتعميم على كثير من الأمور بناء على صور ذهنية سابقة ونفشل في رؤية الواقع كما هو من دون زيادة أو نقصان.

الميل للتوافق مع الأشخاص والأمور التي قد تشبهنا، التمسك بما نعرفه فقط، والحكم على الأمور دون التحري والبحث الحيادي والتدقيق، كلها من العوامل التي تزيد من مساحة المناطق العمياء في أذهاننا. فلترة معلوماتنا في مربعات المعرفة الأربعة سيساعدنا بلا شك في تقليل تلك المساحة. التمييز:

1- بين الأشياء التي نعرف بأننا نعرف عنها، 2- والأشياء التي نعرف أننا لا نعرف عنها، 3- والأشياء التي لا نعرف بأننا نعرف عنها شيئاً، 4- والأشياء التي لا نعرف أننا لا نعرف عنها شيئاً من المفترض أن تجعلنا أكثر تواضعاً وتوازناً عند الحكم على الأشياء.

ماذا لو منحنا أنفسنا فرصة للكشف عن مناطقنا العمياء وكنا أكثر توازناً في التفاعل مع الأحداث؟ ماذا لو استعنا بمصادر مختلفة لمساعدتنا في اتخاذ قرارات أكثر توازناً وموضوعية؟ ماذا لو أدركنا بأننا جميعاً لدينا نقاط عمياء قد تضلل معلوماتنا وقد تمنحنا ثقة زائفة وقد تمنعنا من إعادة التفكير فيما نظن أنه صحيح وقطعي؟