«السعادة» كلمة ليست عابرة في اللغة، ولا في العلوم الإنسانية، انشغل بها علماء النفس والاجتماع والفلاسفة كثيراً، وحاولوا البحث عن تعريف لها، فهناك من يرى فيها «انفعالاً وجدانياً إيجابياً يحاول الإنسان الوصول إليه باعتباره من الغايات الأساسية الإيجابية»، وهناك من وصفها بـ«حالة ارتياح تام، وشعور داخلي عميق بالرضا والقناعة»، بينما قسمها الفيلسوف اليوناني أرسطو إلى 5 أبعاد، هي الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها، وتحقيق الأهداف العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة بين الناس. لكن السعادة أصبحت جزءاً من بيئة العمل، بسبب ما نشهده من تطور في التقنيات وتنوع الوظائف، وبروز نماذج عالمية لشركات تتبنى مفاهيم الاهتمام الجسدي والعقلي والعاطفي للموظفين، على اعتبار أنها تشكل جزءاً من سعادتهم، وإدراكاً منها أن السعادة تعزز من تنافسية المؤسسة، ما يزيد من ولاء الموظفين ورضاهم وزيادة إنتاجيتهم.

وفي الإمارات أصبحت الكثير من المؤسسات تطبق مفهوم السعادة، إيماناً منها بأن ذلك يحسن جودة حياة الموظفين والعملاء، ويمكن إدارة المؤسسة من الوصول إلى أهدافها، فعندما تغيب الثقة بين المدير والموظف سيؤثر ذلك على مستوى أداء الموظف. وللقادة دور في تعزيز السعادة، خصوصاً أولئك الذين يمتلكون مهارة الذكاء العاطفي، التي تسهم في خلق العلاقات الإيجابية بين الأفراد والمجموعات، ما يسهم في تحسين الإنتاجية، ولتمكين المؤسسات من تحقيق سعادتها يجب على قادتها البحث جيداً في ثقافتها التنظيمية وقيمها وسمعتها، وأسلوب تعاملها مع جمهورها وموظفيها.

مسار:

السعادة تساعد على بناء بيئة عمل عالية الأداء