«ازرع الأمل قبل القمح».. حكمة قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة، ولكنها عميقة المعنى، خرجت من أفواه نساء ألمانيات، اجتهدن في تحفيز شباب بلادهن ألمانيا إبان استسلامها للحلفاء عام 1945، للخروج من حالة الإحباط، التي أصيبوا بها آنذاك، تلك الحكمة أسهمت في بث الطاقة الإيجابية في الشباب، ونهوضهم للعمل على إعادة البناء، لتعود على أثر هذه الدعوة القوة إلى ألمانيا، التي أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها. ومع مرور الزمن ظلت هذه الحكمة حية في قلوب الناس، وأصبحت درساً لكل من يبحث عن الطاقة الإيجابية في نفسه والآخرين، كما أصبحت درساً في الإدارة، والتنمية البشرية، فلا يمكن لأي فرد النهوض من دون أن يزرع الأمل في نفسه أولاً، وأن يعمل على تحقيق أهدافه، فالإنسان يشبه النهر في جريانه المتواصل، حيث يتجاوز بذلك ما قد يقف في مجراه من عراقيل، عبر تغيير المسارات، واكتشاف عناصر جديدة، تزيد من إرادته وطاقته الإيجابية.
تلك الحكمة تفتح أعيننا على تأثيرات الطاقة الإيجابية في النفس، وأهميتها في بيئة العمل، فهي تساعدنا على توجيه المشاعر الداخلية نحو بناء الذات وإدارتها، من خلال تنمية المهارات، واكتشاف الإمكانات، والقدرة على التعامل مع الإجهاد ومستويات الطاقة الذاتية المنخفضة، وهي أمور مهمة للغاية لمعرفة كيفية توظيف الطاقة الإيجابية بطرق متنوعة.
ولنتعلم كيفية إدارة طاقتنا الذاتية علينا الالتفات إلى عملية تنظيم انتباهنا وتركيزنا، وكذلك تحرير مجالنا الذهني، ليتجاوز منطقة التأثر إلى منطقة الاستجابة، وذلك يكون من خلال ممارسة التأمل، وتجديد النشاط البدني، والمحافظة على الجانب العاطفي أو النفسي بحالة جيدة، عبر الابتعاد عن التوتر والضغوطات المختلفة، وكذلك ممارسة الألعاب العقلية، التي تساعد على التحفيز والاكتشاف، كما تكون المحافظة على الطاقة الإيجابية، من خلال الإشباع الروحي، وإيجاد توازن بين اهتمامك بنفسك وبالآخرين سواء في مكان العمل أو خارجه.
مسار:
الطاقة الإيجابية تمكننا من توجيه مشاعرنا الداخلية نحو بناء الذات وإدارتها.