محمد بن راشد أستاذ الأمل الإنساني

في كل عصر من عصور الإنسانية تفوز هذه الإنسانية بشخصيات قيادية نادرة تمتلك فيضاً من العطاء، وتجمع على نحو متفرد بين عقول متوهجة وقلوب كبيرة معطاءة، ولا يشغلها واجبها القيادي الكبير عن الاهتمام بأدق التفاصيل، فهي ترى أن اكتمال الإنسانية لا يكون بمجرد الصعود إلى سدة الحكم وممارسة السلطة، بل هي صادقة القناعة بأن السيادة الحقيقية للإنسان هي بمقدار إنسانيته العالية، وقدرته على البذل والعطاء والتخفيف من أوجاع الأرواح المحرومة والقلوب الموجوعة المكلومة.

من هؤلاء القادة الإنسانيين الكبار سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي سطر عبر مسيرته السياسية والقيادية والإنسانية أروع ملاحم الخير والعطاء، ورسخ اسمه ضمن كبار القادة العالميين الذين تركوا بصمة ناصعة البياض على الضمير الإنساني الحي، فالحياة ليست مجرد المشي على القدمين، بل هي حياة القلب وقدرته على العطاء وتخفيف لوعة القلوب الموجوعة، وفي هذا السياق من الاهتمام المتواصل من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهموم صناعة الأمل لدى الإنسان المحتاج لمن يأخذ بيده وينير الطريق له، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تدوينة بديعة على حسابه في «إنستغرام» تستخرج من القلب الإنساني أجمل مشاعر التفاؤل، وتستنقذه من هوّة اليأس والقنوط مصحوباً ذلك بمجموعة رائعة من الصور التي تحكي مسيرة سموه في صناعة الأمل لدى فئات مختلفة جداً من الناس الذين تنطلق ألسنتهم بالدعاء له، ورفع مكانته في العالمين .

«الأمل عنوان القوة، ومحرّك التغيير، وسرّ التجدد»: هذه كلمات قائد جسور بنى واحدة من أجمل مدن العالم مدفوعاً بقوة الأمل، ويتحدى كل الصعوبات التي هي جزء من طبيعة الحياة، فهو يتكلم من خبرته العميقة وتجربته الثرية، وليست كلماته مجرد أفكار نظرية، بل هي تجسيد لحقائق عميقة الحضور في أرض الواقع، وهذا الإحساس المفعم بالأمل هو الذي جعل سموه يطرح فكرة التفكير الإيجابي في كثير من كتبه وأحاديثه، ليكون الأمل والإيجابية هما قنطرة الإنسان للشعور الحقيقي بالسعادة التي يطمح إليها كل إنسان؛ باعتبارها غاية ومساراً يليق بالإنسان في مسيرة حياته على هذا الكوكب الجميل، فما دام الإنسان متسلّحاً بالأمل فهو في مدار القوة، وحين يداهمه اليأس يسقط في هوّة العدم والضعف والخذلان، فلولا الأمل لما تحرك شيء على هذه الأرض، فهو بحسب عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد محرك التغيير، وهو سر الحيوية والنشاط، ولولا الأمل لانطفأ مصباح الحياة، ودخل الإنسان في مسار الروتين القاتل والكسل الهادم للقوى، وهو ما يحاربه سموه بلا هوادة ولا تراجع.

 

بشارة

«الأمل هو استبشار بالقادم، واستمرار للعطاء، واقتناص للفرص، ومصدر لا ينضب لخير البشر»، وتزداد نبرة الثقة بالأمل في كلام صاحب السمو صانع الأمل وأستاذه الحقيقي، فيرى أن الأمل هو الشعور بالبشرى القادمة مع المستقبل، وكم تكون النفس الإنسانية نشيطة وسعيدة حين تشعر أن القادم دائماً هو الأفضل، وهذا هو محرّك العطاء وضامن استمراريته، وهو الذي يفتح الباب واسعاً أمام الفرص التي يجب على الإنسان أن يقتنصها ولا يتهاون مطلقاً في الإفادة منها؛ لأن الأمل هو المصدر الذي لا ينضب في صناعة الخير وفتح الطريق واسعاً أمام الإنسان المتسلح بالأمل والبحث عن الأفضل في جميع مسارات الحياة.

 

بحث

«ما زلنا نبحث عن صُنّاع الأمل، وفاعلي الخير لنكرمهم ونبرز نماذجهم، ونستبشر بهم في مجتمعاتنا»، وتجسيداً لفكرة الأمل في واقع الحياة يؤكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هذه الفقرة من هذه التدوينة الرائعة أن فريقه ما زال يبحث عن صانعي الأمل الذين استجابوا لدعوته وانخرطوا في العمل لكي يكرمهم ويشكر جهودهم، ويجعلهم نماذج متميزة تستحق أن تكون قدوة اجتماعية وأخلاقية للآخرين الذين يبحثون عن وميض من الأمل في هذه الظلمات التي تكتنف الحياة، وليكونوا بشارة خير للمجتمع الذي يعيشون فيه ويسهمون في تقدمه وارتقائه.

 

رؤية

«عندما يتحدّث الناس عن الصراعات واليأس والتشاؤم والسلبية في منطقتنا نتحدث نحن عن الأمل وعمل الخير والتغيير الإيجابي في مجتمعاتنا»، وهذا هو نبع الرؤية المستبشرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فهو لا يُعير اهتماماً ولا انتباهاً لكل الأجواء والأقوال التي تنشر ثقافة اليأس وتؤشر على حتمية الصراع، وترسخ الإحساس السلبي بالحياة، ليطرح بدلاً من ذلك كله شعوراً عميقاً وصادقاً بالأمل، وجهداً منظوراً بالعمل من خلال كثير من المبادرات التي يشهد لها العالم كله بأصالتها ودورها الفاعل في نشر ثقافة الأمل والإيجابية، مصحوباً ذلك كله ببرامج عملية تفعل الخير، وتغيث الملهوف، وتمسح الدمعة، وترفع الكربة، وتطمح إلى التغيير الإيجابي داخل المجتمع من خلال هذه الروح القوية التي لا تستسلم ولا ترفع راية الخوف والانهزام.

 

صناع الأمل

«وهناك الآلاف من صناع الأمل في كل مدينة وقرية؛ لأن الخير موجود في كل مكان، ولكن يحتاج من يضعه تحت الضوء، نطلق اليوم صنّاع الأمل في دورته الرابعة، نبحث عنهم في كل مجتمع؛ لنحتفي بهم ونبرز إنجازاتهم، من يرى في نفسه الخير يرشّح نفسه أو يرشّح غيره».

ولكي لا يبقى مشروع الأمل في دائرة القادة، يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن هناك فئات كثيرة في المجتمعات الإنسانية منتشرة في كل مكان من أرجاء هذه المعمورة تمارس هذا السلوك الإيجابي من خلال نشر ثقافة الأمل، وليس لذلك من سبب سوى أصالة الخير في النفس الإنسانية، ولكنهم يعملون في الظل، ويريد سموه إبراز هذه النماذج المنتشرة في كل بقاع العالم لكي يتعمّق الإحساس بالقدوة الاجتماعية، فمن طبيعة الإنسان أنه يتشجع لفعل الخير حين يرى مبادرة الناس لفعل الخير، وهو ما أكده رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، بقوله: «من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، فدعوة سموه إلى صناعة الأمل بين بني الإنسان هي من صميم ديننا الحنيف الذي يحثّ على فعل الخير، ويأمر الإنسان باستثمار الأمل في أحلك اللحظات حتى لو قامت الساعة وفي يد الإنسان فسيلة فليغرسها ترسيخاً لقيمة الأمل في الحياة، ومن هنا جاءت دعوة سموه لكل من يرى نفسه صانعاً للأمل لكي يترشح لهذه الجائزة الثمينة التي بلغت قيمتها مليون درهم، ووضع لها شروطاً معنوية في غاية الذكاء واللطف والإنسانية، فالمطلوب هو صانع أمل، والعمر غير محدد، والخبرة أن يكون قد عمل سابقاً خدمة إنسانية أو مجتمعية، والمهارات امتلاك نظرة إيجابية للحياة، واللغة هي إتقان لغة العطاء قراءة وكتابة، فالأمل في جوهره هو أن ترسم بسمة، وأن تعطي فرصة حياة جديدة، وأن تمسح ألماً وتزرع أملاً، ليكون ذلك مناسبة ثمينة للاحتفاء بصُنّاع الأمل في موسمه الرابع، وتكريم الشخصيات التي أسهمت في هذا المسار الإنساني الفريد.

الأكثر مشاركة