بدأنا بالفوضى الداخلية أولاً؟

على الرغم من بساطة فكرة الترتيب، قد تبدو الفكرة صعبة على كثير من الأشخاص.

تقوم مستشارة الترتيب اليابانية ماري كوندو بشرح وتبسيط عملية تنظيم ما حولنا في كتابها «سحر الترتيب:

الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى»، وتدعي أنه إذا قمنا بذلك بالشكل الصحيح مرة واحدة، فإننا لن نضطر إلى القيام بذلك مرات لاحقة.

بغض النظر عن صحة ما تدعيه ماري، شخصياً أجد تركيزها على أهمية تصنيف ما حولنا من الأشياء أثناء عملية الترتيب يروق لي؛ وذلك لسهولة الرجوع والوصول للأشياء متى ما احتجنا إليها.

قد تبدو فكرة الترتيب سهلة ولا تحتاج إلى كتب أو محاضرات، لكنها قد لا تكون كذلك للعديد من الذين لا يتنازلون عن ممتلكاتهم الشخصية، حتى تلك الأشياء المكررة أو التي من الممكن أن يُستبدل بها الجديد.

العجيب أن ماري نفسها لديها قائمة طويلة من الزبائن، التي قد تمتد إلى أشهر من الانتظار حتى تساعدهم المستشارة على ترتيب الفوضى في منازلهم ومكاتبهم، للاستمتاع بأماكن مرتبة ومريحة نفسياً.

أذكر أنني شاهدت برنامجاً تلفزيونياً يعرض قصصاً لأشخاص لا يستطيعون التخلص من الأشياء داخل منازلهم إلى درجة تكدسها لعشرات السنين.

وقد يعزى هذا في بعض الأحيان إلى وجود موانع أو اضطرابات نفسية تمنع الأشخاص من التخلص من بعض الممتلكات، حتى تلك غير الصالحة للاستخدام الآدمي؛ وذلك بسبب معتقد أنهم قد يحتاجون إليها يوماً ما، أو أنها تشكل جزءاً من حياتهم لا يستطيعون الاستغناء عنه.

أذكر أن السيدة التي ظهرت على الشاشة كانت تبكي بحرقة عندما حاول طاقم البرنامج مساعدتها في التخلص من أكوام النفايات المكدسة في منزلها بعدما اشتكى الجيران من الرائحة النتنة التي وصلت إليهم من منزلها. ماذا لو كانت فوضى المشاعر والأفكار في دواخلنا هي ما تعكس الفوضى الخارجية حولنا؟

ماذا لو وضعنا خطة ومنهجية لترتيب وتنظيم ما بداخلنا أولاً، ومن ثم استخدامنا المنهجية اليابانية لترتيب محيطنا الخارجي؟

الأكثر مشاركة