الإمارات اسم يعني العطاء

تستلهم هذه المقالة المتواضعة عنوانها من تدوينة بديعة كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ونشرها على حسابه في «إنستغرام» بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي تدوينة ثلاثية الأبعاد تشتمل على مادة صوتية بصوت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ومادة مصاحبة تحكي مسيرة الإمارات في عمل الخير وتجذر قيمة العطاء داخل منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية لهذه الدولة الزاهرة، وتدوينة مكتوبة على حساب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في «إنستغرام»، فاجتمع من ذلك كله هذا العطاء الفياض الذي عودنا عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد صاحب القلب الكبير والضمير النابض بحب الإنسان لأخيه الإنسان.

تعاطف

«الذي يدير ظهره لآلام أخيه الإنسان لا يستحق شرف الانتماء إلى البشر»، بهذه العبارة المفعمة بالمشاعر الإنسانية النبيلة يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة الثمينة بصوته الممتلئ رحمة وتعاطفاً مع الإنسان الموجوع في كل مكان، مؤكداً على أن شرف الانتماء إلى الإنسانية يقتضي فيضان القلب بالمحبة للبشر، وأن الإنسان القاسي القلب هو الذي يدير ظهره لآلام أخيه الإنسان، فواجب الإنسانية هو الانخراط بكل المشاعر الرحيمة التي تدفع الإنسان إلى فعل الخير والتخفيف من آلام البشرية التي هي جزء من طبيعة الحياة.

نماذج

«تنصر الضعيف، وتعلم الصغير، وتسد جوع الفقير، وتنشر رسالة محبة الإنسان لأخيه الإنسان، وتحمل لواء العطاء للبشر كل البشر»، في هذا الجزء من الحديث الصوتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد سموه على نماذج من القيم الأخلاقية الراسخة في دولة الإمارات التي نشأت في سياق الخير والعطاء، فهي تنصر الضعيف الذي لا ناصر له، وتقف سنداً له في وجه ظالمه، وتنشر فضيلة التعليم بين الناشئة لأنهم أحوج الناس إلى تحصيل هذه الفضيلة لا سيما إذا كانوا من الطبقة الفقيرة المحتاجة، وتخوض واحدة من أشرف المعارك على جبهة الجوع والمسغبة التي يتلوى لها كبد الإنسان وتتضور لها أمعاؤه حين يستغيث ولا يجد مغيثاً، ولقد ضربت الإمارات أروع الأمثلة وقام فيها من المبادرات لإطعام الجياع ما جعلها نموذجاً حضارياً هو محل القدوة والاحترام، ومن منا ينسى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في إنشاء وقفٍ دائم لتوفير مليار وجبة كل عام لا سيما في شهر رمضان المبارك، وهي إلى جانب هذه القيم تراها حريصة على نشر رسالة المحبة بين بني الإنسان، حاملة لواء العطاء وبذر بذور الخير في تربة العطاء لكي تكون أشجاراً وارفة الظلال في مستقبل الأيام.

قيم

أما المادة التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على حسابه فهي إضاءة وترسيخ لكل ما سبق من القيم التي تؤمن بها الإمارات من حيث مساعدة الإنسان المحتاج على وجه الخصوص: «في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نؤكد رسالة الإمارات ورسالتنا: مستمرون في ترسيخ قيم العطاء في مجتمعنا، مستمرون في مد يد العون للشعوب الأقل حظاً».

لتكون هذه الكلمات المفعمة بالمحبة والعزيمة والتصميم سراجاً يضيء الطريق أمام جحافل الجياع وملايين المحتاجين، وتأكيداً على عمق التزام الإمارات بقيمها الأخلاقية والاجتماعية في مد يد العون لكل الشعوب المحتاجة، وترسيخ هذه القيم الفريدة التي تميزت بها الإمارات في مسيرتها الحضارية المتميزة التي دارت عجلتها قبل أكثر من 50 عاماً انتزعت خلالها إعجاب العالم واحترامه.

غرس الأمل

«مستمرون في محاربة الفقر والجوع والجهل في كل مكان في منطقتنا والعالم، ومستمرون بغرس الأمل بغدٍ أفضل في مجتمعاتنا العربية»، وفي ختام هذه التدوينة يزداد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تأكيداً على أصالة القيم التي تنتهجها الإمارات، وهو يستخدم جمع المذكر السالم «مستمرون» للتأكيد على الروح العامة للشعب في ثقافة العطاء ومساعدة الآخرين، وأن ذلك ليس مجرد موقف سياسي للدولة، بل هو سلوك يأخذ طابع الدوام والاستمرارية على جبهات خطيرة تؤرق روح الإنسان وتقض مضجعه، فالفقر والجوع والجهل هي الأعداء الخفية للإنسان الفرد وللمجتمع، وبالمقابل فإن الإمارات قيادة وشعباً مستمرون في غرس قيمة الأمل في النفوس التواقة للعيش في غدٍ أفضل يكون معه طعم للحياة تستحق معه أن تسمى الحياة.

مبادرة

أما المادة المصاحبة للفيديو فهي أيضاً تأكيد على كل ما سبق من أصالة القيم الإماراتية في البذل والعطاء، وهي مصحوبة بالأرقام الدالة على حجم الإنفاق الذي قدمته الدولة في هذا المضمار، فالعطاء قيمة صلبة من قيمنا، نسارع لنجدة المحروم، وإنقاذ المنكوب، نهدف لغرس بذار الأمل وسط الظلام، نسعى لإطعام ملايين الجياع، وسقي ملايين العطشى، نبادر لتمكين الشباب معرفياً والاستثمار في قدراتهم، نعمل من أجل مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً وازدهاراً للبشرية.

لتكون هذه الكلمات الرائعة تلخيصاً لرؤية الإمارات لثقافة العطاء ومساعدة كل محتاج على ظهر هذا الكوكب الذي يشهد كل هذه العذابات، ويزداد فيه أنين الإنسان من ظلم أخيه الإنسان.

 

الأكثر مشاركة