أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد بالنسبة لمئات الآلاف من طلبة المدارس والجامعات داخل الدولة، وربما الملايين مثلهم كذلك في دول أخرى بالمنطقة، سواء في ذات التوقيت أو توقيتات متقاربة، بعد إجازة صيفية غالباً ما يراها المستمتعون بها مرت سريعاً، وهو إحساس لا ينفي مشاعر ترقب الموسم الجديد.

أول أيام الدراسة ليس كسائر الأيام، ولا أظن أن أحداً يعدم الاحتفاظ بالعديد من تفاصيل هذا اليوم في مناسبات ومراحل مختلفة، والمدهش أن هذا الحدث الذي يتكرر دورياً كل عام يكتسب في كل مرة مذاقاً جديداً، وكأنه يوم عيد.. لا يحول تكراره دون تجدده.

وكشأن كل البدايات لا يخلو هذا اليوم من تحديات، بدءاً من الإعداد والاستعداد النفسي والفعلي له، سواء كان الدارس وافداً جديداً على صفوف الدراسة تماماً، أو منتقلاً لمرحلة جديدة، أو حتى مستأنفاً لمساره التعليمي الممتد.

تتحول المدارس والجامعات قبله إلى خلايا نحل، وتستبق الأجهزة الإدارية والتدريسية دوام الطلبة، بفترة كافية، من أجل ضمان الاستعداد للبداية الجديدة.

وعلى الرغم من أن معظم الطلبة لا يحظون بنوم جيد في تلك الليلة، وغالباً لا تكون رحلة الذهاب إلى المدرسة سلسة في ذلك اليوم، إلا أن المتابع لن يخطئ إبصار بريق الأمل الذي تعكسه أعين الجميع.

الآباء يودعون أبناءهم وقد أحاطوهم بخالص الدعوات والأمنيات بعام دراسي موفق، يمثل لبنة جديدة وخطوة أبعد في اتجاه مستقبل ناجح لهم، والأبناء يملؤهم الشغف لمعرفة ما ينتظرهم خلف أسوار المدرسة أو الجامعة.. لقاء الزملاء بعد غياب، التعرف على المدرسين الجدد، الأنشطة اللاصفية.. وغيرها.

المدرسون كذلك الذين ودعوا أبناءهم القاصدين مدارسهم وجامعاتهم، قبل أن يتوجهوا بدورهم إلى المدارس التي يعملون بها، يعلمون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، مع بداية العام الدراسي الجديد، ومع أبناء من نوع آخر، وعبر رباط العلم، ومهنة من كاد أن يكون رسولاً.

الأمل بأن العام الدراسي الجديد يحمل مزيداً من الخير والتوفيق هو القاسم المشترك في هذا اليوم بين جميع أطراف العملية التربوية، فلنتمسك به على مدار العام، ونثبته في نفوس طلابنا، ليكون دافعنا ومحركاً لهم ولنا من البداية إلى النهاية، وليكن الموسم الدراسي بأكمله بذات شغف اليوم الأول، وكل عام وجميع طلابنا ومدرسينا وجميع القائمين على المنظومة التدريسية بمدارسنا وجامعاتنا بخير وتوفيق وتميز.