فتحت مدارسنا أبوابها أمام 1.2 مليون طالب وطالبة ليجددوا آمال الوطن فيهم، بما يمتلكونه من قدرات تساهم في بناء المستقبل ورسم ملامحه. عاد أبناؤنا الطلبة مجدداً إلى مقاعدهم الدراسية وهم يحملون بداخلهم دوافع جديدة نحو الدراسة واكتساب المعرفة وتحقيق المزيد من الإنجازات، بعد أن قطفوا في نهاية العام الدراسي الماضي ثمار اجتهادهم الذي مثل جسر عبور لهم نحو صفوف جديدة.

عودة الطلبة إلى مدارسهم تفتح أعيننا على قوة الدافع أو الحافز الذي يمثل عنصراً مهماً وحجر الزاوية وراء ما يحققه طلبتنا من نجاحات.

وجود الحافز داخل الطلبة سيمكنهم من تجاوز التحديات والوصول إلى أهدافهم، والسبب يكمن في الدوافع التي تحركهم، ويمكن وصفها بحاجات غير مشبعة تؤدي إلى اتباع الفرد لسلوك معين يتحدد اعتماداً على قوة الدافع الذي ينطلق عادة من واقع طبيعي وقوة داخلية محركة وأخرى موجهة للسلوك نحو أهداف معينة.

الحديث عن قوة الدوافع تذكرنا بنظرية «سلم الحاجات» أو كما تعرف بـ«هرم ماسلو»، حيث يرى صاحبها عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو أن حاجات ودوافع الإنسان مرتبة بشكل هرمي، ويتم إشباعها بشكل تتابعي.

وهذه النظرية مفيدة ضمن مستويات الحياة الشخصية، كونها تمكن الفرد من التعرف على احتياجاته الأساسية وتحديد ما ينقصه بالضبط، وبالتالي تحفزه للعمل على تلبيتها، ورغم تعدد حاجات الطلبة واختلافها طبقاً لمستوياتهم وأعمارهم، إلا أن حاجتهم الأبرز تتركز في حصولهم على المعرفة التي تؤهلهم للمشاركة في بناء المستقبل، وتحفزهم على الابتكار والسير نحو أهدافهم الحقيقية.

قوة الدافع لها تأثير لافت على النفس، فمن خلالها يولد الأداء الأفضل، وعبرها يمكن تعزيز المثابرة وزيادة الحماس الداخلي لدى الطلبة، وجعلهم أكثر انخراطاً وتفاعلاً ضمن بيئتهم المدرسية، وزيادة رغبتهم في أن يكونوا الأفضل، ما يزيد من استعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.

مسار:

التركيز على الجهد المبذول يقود إلى تحقيق النجاح.