محمد بن راشد ورعاية أجيال الأمل

مع بداية العام الدراسي الجديد الذي يستقبل أكثر من مليون طالب وطالبة في الإمارات، ومع الإعلان عن الجهوزية التامة في مؤسسات الدولة المختصة لضمان سير العملية التعليمية، احتفى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بهذه المناسبة السنوية التي تعكس حيوية الحياة ونضارتها في دولة الإمارات، هذه الدولة التي أولت منذ نشأتها قطاع التعليم أهمية قُصوى باعتباره الضمانة الصحيحة للنهضة وبناء الدولة النموذج، ومنذ عهد المؤسس الأول والباني الكبير طيب الذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ودولة الإمارات تتقدم بخطى حثيثة في سلم التعليم وتوفر لأبنائها أرقى الظروف التعليمية من خلال بيئة مناسبة جعلت دولة الإمارات في طليعة الدول المتقدمة في هذا المجال، مما انعكس على نُضج الأجيال، وتسارع وتيرة التقدم في النهضة الشاملة لهذا الوطن الحبيب.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ليس من رجال المناسبات العابرة بل هو رجل العمل الدؤوب والمبادرات المتميزة في كل ما من شأنه أن يرتقي بهذا الوطن وأبنائه، ويضيق نطاق الكلام عن الحديث عن كثرة هذه المبادرات التي تستنهض الهمم، وتخلق روح المبادرة والشجاعة والإقدام في الروح الوطنية، فهو رجل القول والفعل الذي تعرفه ميادين العمل، وتوجيهاته وطريقة تفكيره وإنجازاته الكبيرة عميقة الحضور في الوجدان العام لأبناء الوطن الذين يرون فيه قدوة نادرة المثال في الجمع بين النظرية والتطبيق في صناعة الحياة.

«يبدأ العام الدراسي الجديد، ويبدأ أكثر من مليون طالب رحلة تعليمهم السنوية، وستبدأ روح جميلة من الإيجابية والحيوية تسري في وطننا بعودة مدارسنا»، بهذه الكلمات المفعمة بالنضارة والأمل افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة المشرقة التي كتبها أول من أمس على حسابيه في «X» و«إنستغرام»، ناشراً طاقة الأمل في الروح والقلب، معلناً دوران عجلة الحياة وانبثاق نبع الحيوية برجوع هذا العدد الكبير من أبنائنا الطلبة إلى مقاعد الدراسة، حيث يتم صقل شخصياتهم، وتنمية ملكاتهم، وتعزيز طاقاتهم وتمكينهم من تحقيق الوعي بذاتهم الحضارية الناضجة من خلال تعميق حسّ الانتماء لهذا الوطن الذي يوفر لهم أرقى أنماط التعليم، ويدعم المسيرة التعليمية بكل قوة، فجاءت هذه الكلمات النابضة بالمحبة من لدن صاحب السمو تحمل البشارة بالغد الآتي، حيث تنبثّ روح جميلة من الحيوية والإيذان بمرحلة جديدة من مراحل الحياة تسري في جنبات الوطن الذي يفتخر بهذه الزهور الناضرة من أبناء الوطن الذين هم بُناته وحُماته وناقشوا مجده على صخرة الإنجاز والإبداع.

«كلمتي للطلاب: بكم يسمو الوطن، وعلى أوراق دفاتركم تُسطّرون أمجاده، ومن مقاعد صفوفكم تعلو إنجازاته، وعلى قدر أحلامكم يعظم مستقبله»، وتزداد نبرة المحبة في كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فيخاطب أبناء الوطن بهذه الكلمات النابعة من صميم القلب على شكل وصية هي واحدة من أرقى أشكال التعبير في تراثنا الأدبي والثقافي، فيؤكد لهم أن الوطن لن يسمو إلا بهم وبجهودهم الكبيرة في رفعة شأنه، وها نحن نرى كيف وصل الوطن إلى مستوى العالمية بجهود شباب كانوا يجلسون قبل سنوات على مقاعد الدراسة قبل أن يصبحوا من رواد الفضاء، ممن كانوا يكتبون مجد الوطن على دفاترهم بالتصميم على تحقيق المستحيل، وجعل الأحلام حقائق نرى وجودها في كل ركن وشارع ومؤسسة من البناء الشامخ لهذا الوطن الطيب المِعطاء.

«نتفاءل بكم، ونرى فيكم القادم الأجمل لوطننا، حفظكم الله ورعاكم في عامكم الدراسي الجديد»، وتأكيداً على مضمون هذه التدوينة الثمينة يؤكد صاحب السمو أن هذه الأجيال النشيطة تبعث الأمل والتفاؤل في النفوس، وأن الأمل معقود عليهم في مواصلة المسيرة، وتحقيق الأحلام، وبناء الوطن النموذج الذي قدم لهم أفضل ما يمكن تقديمه في مسيرة العلم وبناء الشخصية الواعية الصادقة الانتماء لهذا الوطن الزاهر بالحياة والإنسان، لتظل الإمارات وطناً يستحق كل حب وتقدير وانتماء.