ستة أشهر أو يزيد قليلاً باتت تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، الشهر الكريم ما زال حلوله يبدو بعيداً بالنسبة للكثيرين، فـ180 يوماً..كثير.. بل كثير جداً لمن ينتظر بشوق أفضل الشهور.. وخيرها، لكن هناك من يرون أن الفترة المتبقية وصولاً إلى أيامه الأولى أصبحت قليلة، وربما لا تكفي لتقديم المنتظر منهم خلاله.
هذا هو واقع الحال بالنسبة للمنتمين إلى قطاع الإنتاج الدرامي المحلي في الإمارات، الذين اعتادوا سنوياً خوض سباق مع الزمن من أجل إنجاز المسلسلات التي تحتفظ لمشاهدي القنوات المحلية، بطابع أهل الدار، وقضاياهم وشؤونهم، و«رمستهم»، فتجمع الأسرة الإماراتية، وتجذب أفرادها، في خضم خيارات هائلة يغيب عن معظمها الوجوه الإماراتية، والفريج، ومعالم الأحياء والمدن التي تضمها، والتي لا تخلو من حكايات كثيرة جديرة بأن تجد لها مكاناً في المعالجات الدرامية.
في الحقيقة لست المبادر بهذه «التذكرة اللطيفة»، حسب التعبير الحديث السائد في رسائل التذكرة عبر الإيميل، فالأمر يعود لأحد أهم الفنانين الإماراتيين المعروفين بحسهم الكوميدي، والذي يكاد لا يغيب منذ عقود عن المشهد الدرامي المحلي في رمضان، بأكثر من عمل، ليوجه رسالة تذكرة إلى إدارات الإنتاج الدرامي في التلفزيونات المحلية، بأن المتبقي من الزمن على قدوم رمضان، أصبح يستدعي البدء الفوري في اعتماد الأعمال التي سيتم تنفيذها بالفعل.
حديث الفنان المخضرم لم يكن حديثاً شخصياً، رغم ارتباطه بشركة إنتاج بعينها، لكنه أكد أن هذه الخطوة تحديداً هي التي تتسبب في إرباك معظم المنتجين المحليين، وتكون النتيجة الإخلال بمعيار الجودة، ووقوع الكثير من الأخطاء التي يمكن تلافيها، لو توافر لعملية الإنتاج الوقت الكافي.
هذه واحدة من التفاصيل التي ربما تكون خافية على المشاهد، بل حتى النقاد لا يقفون كثيراً عند أعذار مرتبطة بهذا الجانب، حيث يعدون المخرج والممثلين والكادر الفني وكذلك القائمين على عملية الإنتاج مسؤولين، كل حسب دوره ومهامه، على أي إخفاق في العمل، على الرغم من أن الأمر برمته يمكن تلافيه لو أُتيح الوقت الكافي لعملية الإنتاج، وحينها سيمكن تطوير المُنتج الدرامي بتلافي أوجه النقد التي تم توجيهها لأعمال مشابهة، بدلاً من تكرار ذات الملاحظات سنوياً، ليتم تعليقها على مشجب الوقت، وكأننا ندور في حلقة مفرغة سنوياً.
من هنا فإن الاقتراح الذي ليس بجديد هو الآخر، ويتكرر في نهاية كل موسم درامي، أن تتقدم الشركات بمشاريعها السنوية فور ختام عرض مسلسلات الدراما الرمضانية مباشرة، على أن يتم البت بشأنها خلال فترة وجيزة تتيح لها تطوير العمل واختيار عناصره، ومواقع تصويره، وتحديد ميزانيته، بأريحية، وغير ذلك من تفاصيل عملية الإنتاج، وهو ما سيسهم بكل تأكيد في إنتاج أعمال محلية أكثر قدرة على جذب المشاهد، وذات حظوظ أعلى في المنافسة عبر منصات المشاهدة والقنوات الفضائية المختلفة، وبالتأكيد وقتها أيضاً.. لن يهل شهر رمضان الكريم فجأة !