استوقفتني عبارة قالها أحد كبار المواطنين، معبّراً فيها عن شعور يفيض محبّة وسعادة: «نحنا مطمئنين ما دام قادتنا المحمدين».

نضمّ صوتنا إلى صوت هذا الرجل الذي نقل بكلمات بسيطة شعور الشعب الإماراتي الذي يرى في قيادته الرشيدة قدوة ومثالاً، ويؤمن بأنّ من نعم الله علينا أن يضع هذا الوطن بين أيدٍ أمينة، أيدي قيادتنا الرشيدة.

يقول المثل العربي: «لكلّ امرئ من اسمه نصيب»، وسموهما، اللذان نفتخر بهما، يحملان الاسم الأسمى، ويمتلكان من الصفات والطباع ما أكسبهما محبة الناس وثقتهم، وأن يثبتا للعالم أن القائد الناجح هو «القائد الإنسان»، وهذا ما نلمسه كلّ يوم فيهما، في المحطّات الإنسانية التي يبرزان فيها، معبّرين عن تعاطفهما مع حالات كثيرة في المجتمع، ومع الناس.

وليس مستغرباً أن يكون «المحمّدين» رمزين للإنسانية والعطاء، إذ لطالما كانت رؤيتهما واضحة وراسخة في هذا المجال، ولطالما عملا على تعزيز قيم التسامح والإنسانية في المجتمع الإماراتي، وخارج حدود الإمارات، لتصل إنجازاتهما إلى كثير من دول العالم، وتعكس مساهماتهما الصورة الناصعة لقيم التكافل والتعاضد الإنساني.

وبالرغم من حزمهما على متابعة العمل بدقة، إلا أننا نراهما متواضعين مبتسمين وقريبين من شعبهما، وفيّاضين بالكرم والمساهمات الإنسانية التي لا تتوقف عند شعب أو دولة أو فئة محتاجة، وإنّما تجوب الأرض لتترك بصمة إماراتية راسخة لدى قلوب البشر أينما كانوا.

بين الأطفال ومع كبار السنّ وقرب الرجال وفي مواقف الدعم للمرأة.. مع أصحاب الهمم والفئات المستضعفة، مع ضحايا الكوارث الطبيعية، والأزمات الاقتصادية والأمنية، نجدهما يسارعان لمدّ يد العون، يرسلان مساعدات هنا، ودعماً هناك، يرويان العِطاشَ في إفريقيا، ويكفكفان دموع الحزانى في الوطن العربي وخارج الوطن العربي، وإن كان التعبير هنا مجازياً، نجده حقيقياً في مواقف كثيرة، بدءاً من زيارة مريض في مشفى، أو الأخذ بيد واحد من كبار المواطنين أو من أصحاب الهمم.

رأيناهما في مناسبات الأفراح وفي مواقف المواساة، رأيناهما في قلوب الجماهير، وفي عيون الناس الذين يتطلعون إليهما بثقة ومحبّة، كما عمل سموهما على ترسيخ مفاهيم فريق العمل وروح التعاون، واستطاعا أن ينقلا رسالتهما بشفافية ووضوح إلى أعضاء فرق العمل، لكي يقف الجميع صفاً واحداً ويداً واحدة في دفع عجلة النموّ والتطوير والبناء.

مستلهمَين رؤى زايد وراشد رحمهما الله، ومتمسّكين بموروثهما من قيم الخير والتسامح والشجاعة والكرم، استطاع «المحمّدان» أن يصنعا قصّة نجاح فريدة في هذا الجزء من العالم، واستطاعا أن يصلا بالإمارات إلى مصاف الدول الكبرى في جميع المجالات، وفي زمن قياسي حققت فيه دولتنا إنجازات غير مسبوقة، فنحن اليوم نسمع اسم الإمارات يتردّد في المحافل الدولية بوصفها مساهماً فاعلاً في حلّ المشكلات الدولية الكبرى، والمشاركة في أحداث سياسية مؤثّرة على المستوى العالمي.

كما نجد اسم الإمارات يتردّد في ميادين العلم والثقافة والسياحة والاقتصاد والفعاليات العالمية، وهي اليوم مركز لاستضافة أحداث عالمية، بفضل ما تتمتع به من سمعة طيبة في الخدمات والتميّز الإداري والإمكانيات الرائدة.

قمم عالمية ومؤتمرات كبرى وفعاليات مؤثّرة تأخذ مكانها في مختلف مدن الدولة، في القاعات التي بات اسمها معروفاً للعالم الذي وجّه بوصلته نحو الإمارات، وهو على ثقة بأن مساعيه لن تخيب، طالما أنّه يلجأ لدولة يقودها من يحمل كلّ معاني الفروسية والشهامة والكرم والقوّة.

فارسان استلهما فكر المغفور له الشيخ زايد، في التفوق، حين قال: «إذا اعتمد الإنسان على نفسه يسدّ حاجته وإذا نظر إلى من عمل واجتهد ونفع نفسه وأهله فإنه يصبح قدوة لأبنائه فيحذون حذوه لأن أفضل معلم للأبناء هو الوالد والمعلم للشعب كله هو القائد».

حملا رسالته وتبنّيا رؤيته الثاقبة، وسارا على خطاه في البناء والتقدّم والإنسانية.. «المحمّدان» ورثا الطيبة والتواضع، ليأخذا الإمارات إلى القمّة، إلى حيث يجب أن تكون، فهي لم تعد مجرّد دولة عادية، وإنما أصبحت نموذجاً جديراً بالدراسة، لدولة رسّخت مكانتها على خريطة الدول الأكثر نجاحاً وتميزاً في العالم.