دبي.. الخيار المفضل لرأس المال العالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يختار رأس المال، أو بعبارة أكثر تحديداً، المستثمرون المتحكمون برأس المال، دولة أو اقتصاداً ما لأعمالهم، فذلك لا يكون وليد صدفة أو نزوة، فالقرار يأتي بناء على دراسات معمقة للسوق، وكذا الفرص الاستثمارية المتاحة، المخاطر، العوائد، الاستقرار، الحرية والآفاق المستقبلية.

لذا، ليس من قبيل الصدفة أن تحقق دولة الإمارات أعلى رقم في تاريخها لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي سجل 23 مليار دولار (84 مليار درهم) في العام 2022، بارتفاع سنوي بلغ 10 %، وذلك على الرغم من تراجع حركة الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم بواقع 12 % وفي دول مجلس التعاون الخليجي بواقع 18 %.

وقد استحوذت دبي وحدها على 50 % من هذه التدفقات واستقبلت 12.8 مليار دولار (47 مليار درهم) من الأموال الأجنبية في عام 2022 لتؤكد على موقعها خياراً مفضلاً لرأس المال العالمي.

وعموماً تسعى الإمارات لاستقطاب 150 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول عام 2030. وبنظرة أعمق، وللتأكيد على ريادة الاقتصاد الإماراتي، لنقارن الأرقام والنسب المئوية:

يشكل الاستثمار الأجنبي المباشر نسبة 5 % من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعني أن تدفقات الأموال الخارجية التي استهدفت الإمارات شكلت 5 % من اقتصادها، فيما بلغت نسبة الاستثمار الأجنبي للناتج 1.5 % في الولايات المتحدة و1.4 % في بريطانيا والهند (تقرير البنك الدولي).

وفي دبي، تكمن أهمية حجم التدفقات الأجنبية المباشرة في كونها تشكل 43 % من حجم إجمالي الناتج المحلي، أي تقريباً نصف حجم اقتصاد الإمارة المقدر في حدود 30 مليار دولار في الربع الأول من العام 2023 ما يبرز مكانة دبي موقعاً جذاباً وآمناً لجهة النشاط والتوسع الاقتصادي المتوقع في عالم تخشى كبرى اقتصاداته من تباطؤ أو ركود.

بالتوازي، سجل نمو دبي 2.8 % في الربع الأول من العام 2023 بالمقارنة مع نمو بلغ 2 % في الولايات المتحدة، 0.2 % في منطقة اليورو و0.1 % في بريطانيا في الفترة نفسها.

ولهذه الأرقام دلالات لا لبس فيها، وللمستثمرين الأجانب حسابات دقيقة تذهب أبعد من الاستثمار في المدى القريب أو المتوسط فقط.

لقد استطاعت دبي أن تؤكد أن التطور والاستدامة هما من أهم ركائز رؤيتها الاقتصادية، وبرهنت بالأرقام ولسنوات أن وراء كل تخطيط، تنفيذاً، وأن الرفاهية والاستقرار واقع. ورأس المال يهوى مواكبة التطور وينجذب لسرعة التنفيذ ويسكن حيث الاستقرار والفرص المستقبلية الواعدة والأرقام المحققة في قدرة دبي على جذب الاستثمار الأجنبي لعام 2022 أكبر دليل. إن نموذج دبي الاقتصادي الرائد وجد ليبقى، وهو يتطور بسرعة توازي التطور والتقدم العالمي، لا بل أكثر من ذلك، أصبح مثالاً لدول تسعى لتحقيق رفاهية وتسطير نجاحات تطبع التاريخ.

 

Email