تلتقي غايات بعض الأشخاص في مجالات مختلفة، كونهم يتطلعون للوصول إلى المكان المحدد نفسه، ربما باستخدام قدرات وإمكانات مختلفة، ففي المشاريع التجارية هناك من يمتلك الأرض ويبحث عن التمويل، وهناك من يمتلك التمويل ويبحث عن المشروع، قد تختلف الإمكانات أو تتشابه، لكن دائماً بين هذه الأطراف هناك هدف مشترك يسعون إلى إنجازه.

يحتاج الكثير من الأشخاص في أي مكان على وجه الأرض الاستعانة بالآخرين لتحقيق أهداف تخدم مصلحة الأطراف الراغبين في إنجاز مشروع أو عمل معين. 

التعاون سلوك راقٍ جداً يصف أعمالاً مشتركة بين طرفين أو مجموعة يشتركون في إنجاز مهام عمل معين بغرض النجاح، عندما يتعمق هذا السلوك لدى بعض الأطراف بذلك تنشأ الشراكة. 

الشراكة بين الأطراف اتفاق موثق توزع من خلاله المهام بينهم حسب قدراتهم وخبراتهم بالتراضي بغرض إعمار مشروع ما، كمشروع تكوين أسرة لمنزل مثلاً، والذي يحتاج إلى شراكة بين الرجل والمرأة في تحقيق غاياتهما الأسرية المشتركة، وفي حالة نجاح المشروع الأسري ستكون له عوائد تنموية على الجانب الاجتماعي في المجتمع.  

لكل مشروع أهداف، سواء المشاريع الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها من الأعمال التنموية التي تأمل إلى تحقيق المصالح المشتركة؛ لذلك تبرم الاتفاقيات والالتزامات بين الأطراف حتى يقوم كل شريك بمهامه المتفق عليها، وإذا كانت تلك الأهداف تعاني من خلل ما فإن ذلك يؤثر بالسلب على حصيلة الأعمال التي قام بها الشركاء، بالأخص إذا توجه كل شريك إلى تحقيق مصالحه وأهدافه الخاصة متجاهلاً التعاون والالتزام بالمسؤوليات المشتركة. 

ربما يكون الالتزام هو الجزء الأصعب في تنفيذ الشراكة؛ لأنه يحتاج إلى تخصيص احتياجات مهمة، كالجهد والوقت والفكر والمال والعلاقات مع الآخرين.

قد نسمع عن انهيار شركة تجارية بسبب صراع بين الشركاء أدى إلى قضايا قانونية وتدهور مالي للأطراف، وقد نسمع عن قضايا طلاق بين زوجين بسبب المشاجرة وسوء التعامل، لكن بالمقابل هناك شراكات قائمة بين مؤسسات أو أشخاص هي بمنزلة خطوة أولى صعدت بهم على سلم النجاح حتى أوصلتهم إلى أعلى مراتب التقدم؛ 
لذلك فإن اختيار الشريك الصحيح الذي يقدر مفهوم التعاون ويعمل على تنفيذ مسؤولياته والتزاماته نحو مشروع الشراكة يتطلب الأخذ في الاعتبار جانب الثقة والتمعن في توفر مقومات الشريك القادر على إعمار المشروع.

الشراكة تحمل في مضمونها تفاصيل صارمة نحو الاتفاق، من يدركها يستحق أن يكون شريكاً.