«جيتكس» جزء من الصورة

المشاركة الواسعة في الدورة الـ 43 لمعرض «جيتكس جلوبال» المتخصص في مجال التكنولوجيا، والتي بلغت 6000 جهة عرض تعكس المكانة الرائدة، التي بلغها هذا الحدث الفريد على المستوى العالمي، والثقة التي بات يتمتع بها، حتى تتدافع الدول، والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، من أجل نيل شرف الوجود والمشاركة فيه.

لا شك في أن هذا الحضور البارز يعكس قدرة دبي على استقطاب كبرى الشركات، حتى باتت مركزاً رئيسياً للأعمال والابتكار في منطقة الشرق الأوسط.

وهذا وضع طبيعي ومنطقي لدبي، وفق استراتيجية الإمارة، ورؤية قيادتها الحكيمة، التي استثمرت بشكل كبير في تطوير بنيتها التحتية والتقنية، وعزّت فيها بيئة الأعمال التكنولوجية.

وبكل هدوء، وبعيداً عن الكلمات ذات المدلول العاطفي، فإن «جيتكس» ومتوالية نجاحه وتطوره دورة تلو أخرى لا ينفصل عن محيطه العام، في ظل بيئة جاذبة للاستثمار، فمن واقع الأرقام الرسمية، التي أعلن عنها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، ولي عهد دبي  قبل أيام فإن اقتصاد دبي حقق نمواً 3.2%، خلال النصف الأول من العام الجاري، بقيمة إجمالية بلغت 223.8 مليار درهم. 

ووجود معرض «جيتكس» في دبي يعزز مكانتها وجهة رائدة للتكنولوجيا وفرص الأعمال، كما يجذب انتباه الشركات الكبرى والمستثمرين العالميين، الذين يبحثون عن فرص للتوسع والشراكة في المنطقة.

وإذا كنّا دوماً ما نقول: إن دبي بلا شبيه ولا مثيل فإن ما نذهب إليه لا يناقض ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، أثناء زيارته للمعرض عن أوجه الشبه الكبير بين «جيتكس» ودبي! ذلك أن «جيتكس» صار  بعضاً من دبي، وجزءاً من صورة أعمق وأشمل إذا تم ضمها إلى جوار بعضها بعضاً، لتظهر لنا دبي بكامل رونقها.

وكيف لا ترتبط بدبي، وقد كان أول معرض «جيتكس» في دبي سنة 1981، واستمر ليومنا هذا، فقد وضعت لنفسها ومنذ سنوات مبكرة استراتيجية ورؤية أن تبلغ القمة، وأن تتربع عليها منفردة !

فلا يكاد يمر يوم دون حدث مهم، تواكب به الإمارة المتغيرات العالمية، والأدوات التكنولوجية وكل ما يخص الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، في إطار توجهها نحو المستقبل، فالمراقب لما يجري على أرض دبي ينبغي عليه أن يجتهد  إذا ما أراد متابعة عجلة دورانها وتطورها، حتى أصبحت لدى من يعشقون أوطانهم قدوة يتمنون أن يروا في بلدانهم نسخة مكررة من دبي!

الأكثر مشاركة